" رسالة من فلسطين "
ــــــــــــــــــــــــــ
ما بال ملامحك حزينة ؟
أخبرني
إني أرى بين ثناياها
عثرات الزمان الثقيلة
شاخت وبهتت نضارتها
فهل من ذهول واستغراب
أم من حزن بات يسكن فيها
تلك الشفاه الثائرة
والعيون الدامعة
يكبلها العجز والصمت
ولكن هل سينتهي هذا الصمت
حالنا يبعث على الحزن
والقلم اعتصره الألم
نحن نعيش وضعا لا نفهم كنهه
أصبحنا نقاد كالعبيد
نصفنا في السجون
ونصفنا الآخر شهيد
تبكيني تلك التساؤلات التي علقت
بذاكرتي وأنا أحضر مواكب تشييع الشهداء
وتأسرني تلك الراية المخضبة
بالدماء
وكم آلمني ذاك الدمع المرير
ورغم كل محاولات التفكر والتفكير
أعود من رحلتي أكثر صمتا
وأكثر شقاء
وأكثر عناء
كثر الكلام ولكن دون جدوى
كلامنا لا معنى له
لا وزن له
أصبحت الحروف تكتبنا
فقد استشرى الضعف فينا
وعجزنا عن التعبير
وقد كثرت مآسينا
وكلامنا يعتريه الخجل
فليس منا من يقول الحق
ولا منا من يدعو الله صادقا ويبتهل
أو يعلي كلمة الصدق في منبر
كلنا أطرقنا الرؤوس وكأن عليها الطير
سأبكي عجزكم بصمتي
عساني أجد يوما من يتكلم
ويوصل صوت طفولتي الصامتة
دون وجل
ــــــــــــــــــــــــــ
بقلم .. منيرة الغانمي ـ تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق