السبت، 18 مارس 2023

"ماذا بعد رحيلك يا أمّي؟"......منيرة الغانمي ـ تونس



ماذا بعد رحيلك يا أمّي؟
غير حنين مؤلم
وشوق عابث بوريدي
تماثلت كل الأشياء بعيني
وتساقطت كل الفروقات
ما عاد هناك اختلاف
ما بين حياة أو ممات
لا شيئ بعدك بطيب العيش يُغْرِيني
فهل كان لغير عطرك لذَّة بالحياة؟!
تبعثرت من بعدك كل المشاعر
وغدت أشواقي مبعثرة ما بين حاضر يخلو منك
وماضي يَضِجُّ بالذكريات
مات الحرف في وصف حسنك وانزوى
وباتت كلماتي في حبك حائرة
أي أبجدية ستكتب عن عطائك الذي أغرقني
فأفاض حبا وحنانا لا ينضب
وبأي احساس يا جنة ربي بأرضي
عنكِ يا تُرَى سأكتب؟,.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
منيرة الغانمي ـ تونس
.........
رحمك الله يا أمي وجعل قبرك روضا من رياض الجنّة
اللهم ارحم أمي واغفر لها وعافها واعف عنها
وأوسع مدخلها وأكرم نزلها ونقها من الذنوب والخطايا
كما يُنَقَّى الثوب الأبيض من الدّنس
آمين يا رب العالمين

"انطفأ النور"....... بقلم.. منيرة الغانمي ـ تونس


انطفأ النّور فجأة وحلّ الظلام مُبَكرًا
بَهُتَ بريق كل الألوان ولم تعد الحياة كما الحياة.
فراغا كبيرا أستشعره في غيابك يا أمي،فمن يا تُرى سيملؤه ؟!
غَرِقَت ذاتي في صمتٍ لا معنى له وزادادت آلامي ،
صمتُ مرير يحتل كياني ولا شيء غير اللاشيء أشعر به.
كلماتي مفرغة من معانيها ، وأبجديتي صمّاء خرساء لا تستجيب.
فهل تسمعينني ؟، هل تسمعين صرختي المؤودة حزنا بأعماقي ؟
هل تقرئين حروفي الباكية على أوراقي ؟
ملامحك تسكن كل أشيائي وفيض حبك يغمر ذاتي رغم غيابك
علمتني أن أقابل الغدر بالصبر وأن أرد الإساءة بالإحسان
وأن أغض بصري وأَعِفُّ لساني ، وأن المكسب الوحيد في الحياة هي الطيبة وسلامة القلب من الأضغان وأنه لا دائم بالدنيا 
إلا الواحد الديّـــــان.
قضيتُ من الزّمان عمرا وأنا أبحث عن ترجمان حبٍّ تغنّى به الوجدان، عن عبارات أعبر بها لك عن اشتياقي الدؤوب
فأنت الحبيبة والصديقة والقريبة وأنت الأخت والأم وكل الحياة
فكيف أنساك؟ وأعانق بعد رحيلك النسيان وأنت الحاضرة رغم الغياب في كل كياني. 
\\
بقلم .. منيرة الغانمي ـ تونس

السبت، 4 مارس 2023

العتاب دليل حب ................منيرة الغانمي ـ تونس

 

العتاب دليل حب 
ـــــــــــــــــــــــــــــ
العتاب وما يعنيه لنا ولهم أكبر من أن يكتبه القلم لأنه مشاعر قلب عميقة.
وهي نزف قلب ونبض أوردة تشتّتُ ألما بالكثير من الإستفهامات والتساؤلات الخرساء التي لا نسمعها إلا نحن.
وليتنا ندرك أن التوقف عن عتاب من نحبهم مؤلم جدا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
لكن للأسف حين نعاتب من نحبهم على بعض أفعالهم،

نجد أن الكثير من الأشخاص يتململ في قبول العتاب وإن قبل به فنفسه كارهة. لكونه يرى أن التصرف لا يستحق أصلا هذا العتاب
فضلا عن أن الكثير من العلاقات تفسد بسبب العتاب
لأنهم لا يرون في العتاب محبة بل ربما يرون فيه غيرة ، وإن كانت بعض الغيرة كذلك حبا ، كذلك قد يرون فيه حسدا ، حقدا وكراهية و تسرعا وعدم فهم .
والعتاب هو أخر سبل التواصل ، فإذا انقطع انقطع معه التواصل
فأنا أعاتبك لأني أحبك وأريد في حياتي ولا أعاتبك لأني أكرهك ، لأن من يمنع نفسه عن عتاب شخص يهمه هو قد بدأ في التفكير في التخلي عنه

فعاتب من يستحق عتابك

أما عن التصرفات أو المواقف التي نعاتب لأجلها
فأهميتها تختلف من شخص لآخر إلاّ أن الأمر الواضح والأكيد مهما كان التصرف وحجمه بسيطا أو كبيرا فالعتاب يقترن بحجمك أنت وقيمتك وليس بحجم التصرف وقيمته

فليتنا ندرك ذلك جيّدا
وهذه النظرة الخاطئة للعتاب سببها النظرة الخاطئة للكثير من المفاهيم المجاورة له كالحب مثلا (( الحب أفعال وليس مجرد أقوال عارية من كل صدقية )) 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(( العتاب جزء من المحبة

فمن نعاتبهم هم من نريد الإحتفاظ بهم )).
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
منيرة الغانمي ـ تونس