الأربعاء، 25 ديسمبر 2019

قـراءة نـقـديـة وتـحـلـيـلـيـة في قصيدة (أحاسيس مبعثرة) للشاعرة / منيرة الغانمي .. بقلم الشاعر/ إبراهيم جعفر .. عضو اتحاد كتاب مصر



قـراءة نـقـديـة وتـحـلـيـلـيـة

في قصيدة (أحاسيس مبعثرة)

للشاعرة / منيرة الغانمي .. بقلم / إبراهيم جعفر .. عضو اتحاد كتاب مصر

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أولا نص القصيدة :ـ" أحاسيس مبعثرة "
،،،،،

ما بين حنين وأنين ..
أصوغ الآن كلماتي ..

أشتاق لماضٍ جميل تعطّر بحضوره ..
وأرفض بدونه عمري الآتي ..

حيْرة الحب فاقت كل توقعاتي ..
أحبّه وما كنت أعلمه للحب بدايات ..

هو الإحساس بالأمان ..
بدفء المشاعر ..
بصدق اللّسان ..
أراه استبدّ بذاتي ..

حين يمرّ بخاطري ..
استحضر ملامحه ..
ابتسم ..
فيرتسم الفرح معانقا مساءاتي ..

سكن تفاصيل يومي .. وكل الأوقات ..
قاسمني بكائي .. صرخاتي .. ذكرياتي ..
وليته يشاركني فرحي وابتساماتي .
فتزيد به مسرّاتي ..

غادرني والعين قد دَمعَت..
وزادت قوى الشوق بداخلي ..
وتمازجت آلامي بانفعالاتي ..

تخونني العبرات ذات ضعف ..
ليستوقفني تساؤل ..

لماذا كل هذا الألم ؟
لماذا الشعور بالاستياء ؟

أليس بالحب نحقق المعجزات ..
ونتجاوز المستحيلات ؟ !
وتُزهر في ربى العمر الأمنيات..
نردّد الأغنيات فرحا رغم الآهات ..

فالعثرات لا تقتل فينا إرادة الحياة ..
ولكن ..

هل نؤمنُ بذلك حقيقة ..
أم هي مجرّد كلمات ؟ ..

يا لقسوة الكبرياء وقد ارتديناه زيفا ..
والقلب قد أعلن في حسرةٍ انكساراتي ..

طويل سفري إليه ..
وتزيده ثِقلا أنّاتي ..

أكتم عنه ما بداخلي ..
خوفا من مرير الخيبات..

أيّ حزنٍ هذا الذي جمع بيننا ..
رغم شسوع المسافات ..

تُهامسني عنه روحي ..
و في ذات حنين تسألني ..
ولا أملكها الإجابات ..

ولا أرى سوى صمت مرير يقول ..
دعِي عنك الأسى
وحلّقي في السّماوات ..
وعاندي القدر بالبسمات ..

فما خوف المشاعر إلا إيذان ..
بميلاد حبٍّ لا يقبلُ بالنّهايات ..
ـــــــــــــــــــــــــ

 الشاعر إبراهيم جعفر
عضو إتحاد كتاب مصر


ثانياً الدراســـة :ــ
تبدأ الشاعرة (منيرة الغانمي ) قصيدتها بقولها :ـ (مابين حنين وأنين / أصوغ الآن كلماتي/ أشتاق لماضٍ جميل تعطر بحضوره / وأرفض بدونه عُمري الآتي ) حيث نري حيرة جمعت بين الحنين والآنين ، وهذا الاحساس المتناقض كان مصدر الالهام والحافز على الكتابة فقالت : وسط هذا التناقض " أصوغ الآن كلماتي "ومن خلال هذه الكلمات بدأت تكشف عن مكنون ذاتها بكل صدق، فأبلغتنا أنها في شوق لماضٍ .. وصفته بأنه كان جميلا ، ومن مظاهر جماله ، أنها تستروح منه رائحة العطر بمجرد حضوره إلي ذا كرتها . وأمام هذا الزخم لماضيها ، تعلن صراحة رفضها للحياة في القادم من أيامها بدون ذلك الماضي . حيثُ تقول : ـ " وأرفض بدونه عُـمري الآتي" .. ثم تعود إلي حالة الحيرة موضحة ومتهمة أن السبب في حيرتها تجربة حب ، فعلت بها ما لا كانت تتوقعه ، وتعطينا بعض الإشارات التي جعلتها تستكين وتغرق في هذا الحُب فنعترف أنها في ظله أحست بالأمان ، وبدفء المشاعر ، وصدق اللسان... ولنا هنا وقفـة ـ فمن أين حكمت أن اللسان صادق ؟ ومعروف أن اللسان من الجوارح التى لا يعلم صدقها سوى صاحبها أما ألسنة الآخر فلا يمكن معرفة هل صادقة ام لا ؟ حيث اللسان ترجمان النية .. والنية لا يعلمها سوى صاحبها .. وجاء ما ذكرناه .في قولها : ( هو الاحساس بالأمان / بدفء المشاعر/ بصدق اللسان )
ثم تأخذنا وسط هذا المناخ إلي ذاتها وتكشف حقيقة مشاعرها نحو هذا الحبيب ، حيث تقول : ـ ( حين يمر بخاطري / أستحضر ملامحه / ابتسم / فيرتسم الفرح معانقا مساءاتي ) اعتراف لا مواربة فيه بسيطرة حالة الحب عليها تماما لدرجة أنها بمجرد استحضارها لطيفه ترى ملامحه ، فتبتسم وتسرد تفاصيل تتبع هذه الابتسامة تنم عن الشوق والرضا والفرح الذي يُعانق لياليها الساهرة وأن هذا الطيف لا يتركها حتى في التفاصيل البسيطة اليومية ، وتعمق الصورة بقولها ( وكل الأوقات) . وتسوق بعض المبررات لحالتها تلك . فتشير إلي أنه كان يقاسمها البكاء ،والصراخات ، والذكريات ،ونقرأ ذلك في قولها : ـ ( سكن تفاصيل يومي.. وكل الأوقات / قاسمني بكائي .. صرخاتي .. ذكرياتي )
وتستمر في سرد مشاعرها واحاسيسها ... تعالى نقرأ قولها : ـ ( وليتهُ يُشاركني فرحي وابتساماتي/ فتزيد به مسراتي )
وسط هذا الجو المفعم بالمشاعر الجياشة والذكريات الجميلة تصدمنا بقولها : ـ ( غادرني .. والعين قد دمعت ) ولا ندري ما الأسباب التي أدت إلي الهجر والفراق،والذي كان من توابعه مرارة وحزن وقسوة علي مشاعرها المرهفة ، ونلمح بعض الضعف في تصوير المشهد فكان بإمكانها أن تأتي بصورة أقوى من قولها والعين قد دمعت لتناسب الفاجعة التى حدثت ، وتوازى مشاعرها التى صدمت وخاصة أنها كانت قصة حب كبيرة .. ثم تستطرد قائلةً :ـ (وزادت قوى الشوق بداخلي/ وتمازجت ألامي بانفعالاتي ) وأرى أن التعبير بالقوة عن الشوق غير متناسق لأن الأشواق من المعنويات والقوة من المحسوسات التي نشاهدها في الحياة المعاشة .. وهناك من الكلمات التي تعبر عن الشوق وحدته وحرارته بما يلائم رسم صورة أكثر رقة ورومانسية .. ونمضي مع الشاعرة فنجدها تقول :ـ (تخونني العبرات ذات ضعف / ليستوقفني تساؤل).. حيث تكشف لنا أنها وسط هذا المناخ المأزوم بالهجر والفراق المفاجىء من قبل حبيبها ، مازالت تحن إليه وتتمنى عودته بدليل أن العبرات تنساب من الجفون على الخدود خاصة في لحظات الضعف الإنساني.. ومغالبة الشوق لعواطفها .ونسأل هل يستحق هذا الحبيب الذي غادرها فجأة كل هذا الحب ..؟ اللهم إلا كان هذا الحبيب هو الوطن ذاته .. أو كانت هناك قوة قاهرة لكليهما معا . أدت إلي فراقهما .. كالموت مثلا .. ربما..
ثم نري الشاعرة تنقلنا نقلةً مدهشة ، واستيقظت فجأة من هذه المأساة ، وتحررت من الضعف من خلال سؤال بداخلها .. وهو ما يعرف في النقد بالمنولج الداخلي أو بحديث النفس ــ حيث تقول : ـ ( ليستوقفني تساؤل / لماذا كل هذا الألم ؟ لماذا الشعور بالاستياء ؟ / أليس بالحب نحقق المعجزات / ونتجاوز المستحيلات ؟ /وتزهر في ربى العُمر الأُمنيات / نردد الأُغنيات فرحاً رغم الآهات / فالعثرات لا تقتلُ فينا إرادة الحياه )
هنا الشاعرة في أوج قمة إرادتها ، وانتصارها على ضعفها والتخلص من حزنها لدرجة أنها راحت تطرح تصورها للقادم من الأيام ، بعد أن أيقظها السؤال أو التساؤل الذي هزها وعنفها ، نلمح ذلك في قولها :ـ (لماذا كل هذا الألم ؟ .إلي آخر هذا المقطع .. وحقا جاءت الشاعرة بصور كلها إشراق وأمل وتفاؤل ... حتى نصل لقولها " فالعثراتُ لا تقتلُ فينا إرادة الحياة " حيث هنا تبدو الموعظة فجة ،والحكمة واضحة ، والشعر ليس كذلك .. علاوة علي أن الصور التي سبقت .. فيها الكفاية ووردت بأسلوب شاعري فيه عذوبة .. كما كان الأولي أن تترك للقارىء المساحة ،كي يستخلص بنفسه الموعظة والحكمة التي أصرت أن تقحمها اقحاماً لا مبرر له ، مما جعل في جسد القصيدة ترهل كانت في غني عنه ..
والعجيب أنها بعد أن رسمت صورة الغد المشرق وجعلتنا نستشرف معها هذا الغد الجميل بما رسمته من صور بديعة .. حعلتنا نصدق أنها اجتازت أزمتها . إذ بها ترتد فجأة وكأنها تأخنا من الشرق للغرب وتنقلنا من الثلج إلي النار وتقفذ بنا من السماء للأرض .. وذلك من خلال قولها :ــ ( ولكن .. هل نؤمن بذلك حقاً / أم هي مجرد كلمات ؟ / يا لقسوة الكبرياء وقد ارتديناه ُ زيفاً / والقلبُ قد أعلن في حسرةٍ انكساراتي / طويلٌ سفري إليه / وتزيده ثقـلا آناتي / أكتم عنه ما بداخلي / خوفاً من مرير الخيباتِ )
هذا المقطع ..كشفت فيه الشاعرة عن أنها لم تكن صادقة في اعلان انتصارها وأنها
لم تتخلص من الإستكانة للحزن والضعف .. وأنه مازلت تستسلم للألم وكل ما رسمته من صور الغد المشرق ما كان سوى كذب وخداع أوقعها فيه الكبرياء .. فراحت تمتهن وتحقر كل صور الأمل فتصفـه.، بأنه ":مجرد كلمات .". ولكى تبعد عنها هذا التناقض والارتداد نراها تتوارى خلف الكبرياء.. والأعجب أنها راحت تذم الكبرياء نفسه ، بقولها :ـ ( يا لقسوة الكبرياء وقد ارتديناه زيفاً /والقلب قد أعلن في حسرةٍ انكسارتي ) معلنة أن هذا الكبرياء ..ماهو سوى ثوب من الزيف والكذب،،
وأن الذى رفض هذا الكذب .. هوقلبها.. الذي يسكنه الحب للقالي البعيد الذى غادر حبها
ولأن للقلب سطوته فقد ساعدها فى الإقرار بتمكن هذا الحب منها وفشل كل محاولات التصنع بالشفاء منه ،
ثم تعود للحديث عن واقعها وعينها علي ماحدث لها مع هذا الحبيب ، وتكشف عن حُزنٍ ثقيل يسيطر عليها وأن حبيبها بات يحيا ويعيش بعيدا عنها .. وأرى ان هذا البعد يتحمل وجهان ، الأول البعد المكاني والثاني البعد الزماني المعنوي والاغتراب النفسي ..اقرأ قولها : ـ (أي حُزن هذا الذي جمع بيننا / رغم شسوع المسافات )... وأمام هذا البون الشاسع من المسافات سواء كانت مكانية أو زمانية
أو بسبب قضايا وخلافات ادت إلي اتساع الفجوة وازدياد الجفوة تلجأ الشاعرة إلي طقس من الهمس الروحي الذي من خلاله نعرف أن روحها دائمة السؤال عن هذا الغائب، وتعترف بأنها للأسف لا تملك الإجابات علي تلك الأسئلةالدائمة من الروح، فتلوذ بالصمت ولكنه الصمت المرير.. حيث تقول :ـ ( تُهامسني عنه روحي /وفي ذات حنين تسألني/ ولا أملكها الإجاباتِ / ولا أرى سوى صمت مرير يقول ).. فماذا قال لها صمتها المرير ؟ نقرأ قولها :ـ (دعي عنك الأسى /وحلقي في السماواتِ / وعاندي القدر بالبسماتِ)..
واخيرا نجد إفاقة أخيرة ويقظة من الشاعرة لكى تترك الأسى وترجم الأحزان بداخلها وتبتعد بقدر ما تستطيع ..حتي لو حلقت في السماوات ..ليسهل عليها التخلص من كل مافعلته تجربة الحب المريرة
ونلاحظ أن اليقظة هنا كانت قوية وعنيفة لدرجة أن حرضتها حتى علي معاندة القدر.. ولا يذهب أحد إلي تفسير خاطىء للصورة هنا .لأن القدر الذى تعنية هو الأحداث التي شملتها التجربة كلها .والذى كان سبباً في كل تلك الأحزان ..
وتعانده بماذا ؟ .بالبسمات .. وهى مفارقة جميلة وصورة طريفة
ثم نلمح الشاعرة تستلُ من خوفها ، وترددها ، قوة ، حيث تقول:، ( فما خوف المشاعرإلا إيذان / بميلاد حب لا يقبل بالنهايات )
وبذلك أنهت الشاعرة ، قصيدتها الرائعة ، بالانتصار للحب، ولكنه الحب الناضج الذي لا يعرف النهايات الحزينة
وعموما القصيدة رائعة وحمالة أوجه فما قلناه هنا على أنها قصيدة عاطفية ..يمكننا قوله على أنه قصيدة وطنية وان الحبيب على العموم من أول مقطع لآخر مقطع .. هو وطن الشاعرةاو أى وطن تعرض للإعتصاب مما جعل الشاعرة تخاطبه على أنه حبيب غادرها وهجرها وبتعاكس الأدوار وتتضح الفكرة وتظهرالمعاني جلية .. ويكون البناء الفني بارعاً ..
وأخيرا أهنىْ الشاعرة على النص متمنياً لها مزيدا من النجاح والتوفيق .. مع أرق تحياتي .....
*********************************
 بقـلـم / إبـراهـيـم جـعـفـر
********************************
 عضو اتحاد كتاب مصر

الاثنين، 23 ديسمبر 2019

( سيد كل الأوقاتِ ) بقلم منيرة الغانمي ـ تونس


سيد كل الأوقاتِ 

مع نسيم المساء،، أرسلتُ حنيني إليك..
أودعتُ ظلام الليل كل أمنياتي ..
ارتسمت أمام عيناي ملامحك ..
فتزايدت لك شوقا أنّاتي ..
أيها القريب البعيد ،، 
أيها الغائب الحاضر بين سطوري وكلماتي ..
هل تظن يوما أني سأكرهك ؟!!
كيف أكرهك وحبك قد تحكم في نبضاتي .. 
أهواك .. وعشقك بقلبي كل يوم يكبر ..
فهل تموت بالقلب الدقاتِ ؟!..
لا تخشى في هوايا نقيصة و هواك لي كل العمر ..
وأنت بالعمر سيد كل الأوقات .. 
\\
بقلمي .. منيرة الغانمي ـ تونس

(( متى سنتكلم دون أن نتألم ؟!! )) بقلم منيرة الغانمي ـ تونس




متى سنتكلم دون أن نتألم ؟!!
في أوطاننا يا سادة ،، يقطع اللسان
تقطع الأطراف ويُـذاب الجسد ، ليَسكت الحق إلى الأبد
يَـنقطع الصوت عن كل بيان
يُكسر القلم وتُخمدُ الأصوات
يلتزم الجميع الصمت ،، خوفا
فيعم الظلم والطغيان ..
ونُعدمُ الحق في الحياة ..
ـــــــــــــ
بقلمي .. منيرة الغانمي ـ تونس

السبت، 21 ديسمبر 2019

" بقايا ذكريات " بقلم ،،، منيرة الغانمي ـ تونس




" بقايا ذكريات "
،،،
سفري إليك طويل
بعمق احساسي والزمان
خلا المكان من ساكنيه
ولم أجد إلا بقايا ذكريات
سحيق هذا الفراغ والقفر
حملت على كاهلي
سنين عمر فات
اختزلت بين طياتها
كل اللحظات
فذاك زمن يمر أمام عيني
مر السحاب
ضباب يغشى بصري
وقد استبد بي الشوق للأحباب
احدودب ظهري ألما
فهل يجدي يوما العتاب ؟!
لأناس تركوا بالقلب حنينا
إليهم يأخذني في كل حين
احدق بملامحهم
وتبكي العيون
وتصرخ الأعماق
هل من مجيب ؟
وهل من عود يحيي
بداخلي الأمل
يحتلني صمت مرير
لا أمنيات تُزهر
لتبدد الأحزان
غير احتضان صور
تكسر الغياب
\\
بقلم .. منيرة الغانمي ـ تونس

الاثنين، 2 ديسمبر 2019

(( ما الذي تعنيه الكتابة لنا ؟ )) بقلم ,, منيرة الغانمي ـ تونس



(( ما الذي تعنيه الكتابة لنا ؟ ))
الكتابة
هي حالة شعورية يعيشها الانسان
قد يكون دافعها خارجيا او داخليا
فليست كل حروفنا مقصودة أو موجهة لاشخاص معينين
فالكثير مما بحنا به كان تنفيسا على ما نشعر به في اعماقنا من الام داخلية ،، تخرج غصبا عنا، لتشق عباب الصمت المضني وتسير على الصفحات متمردة علي غير هدى....
بقلم منيرة الغانمي _تونس

الأحد، 1 ديسمبر 2019

(( قلب غير قابل للانكسار )) بقلم منيرة الغانمي ـ تونس


(( قلب غير قابل للانكسار )) 

ويخفق النبض لذكرى توارت خلف حجب .. 

ويئن لها شوقي والقلب يتعب .. 

ولكن .. 

لن أسألك عن حالك .. 

ولا عن أخبارك .. 

فكل ما أردته أن تقرأني عيناك .. 

القراءة الأخيرة .. 

فأنا يا سيدي لم أعد لك أسيرة .. 

انتفضت روحي ألما .. 

ولم أعد إليك أشتاق .. 

فلا عاد الصبح يذكرني بك .. 

لا ولا الظهيرة ..

ولا غروب الشمس حين يعانق شوقا المساء ..

فقد نزعت عن كاهلي .. 

مشاعر الوهم والسراب منك .. 

فلن أسألك بعد الآن .. 

فما عدتُ أصدقك .. 

يا من كنت السباق في اتهامي .. 

ماهرا في زخرفة المشاعر و آلام .. 

ما كان الحب أبدا كلمات تقال .. 

بل هو سلوكيات وأفعال .. 

أترميني بأني في الحب جاحدة .. 

ولقلبك مُعذبة .. 

وأني بمشاعرك كنتُ المستهترة ولها الناكرة .. 

تمهل ولاتنطق بحكم جائر .. 

ونبض الحب بقلبك حائر .. 

فكيف تحب ؟ 

وأنت الماهر بالقلوب تتلاعب .. 

تشتاق يوما .. 

ويوما آخر تسكن مدائن الغياب دون سبب .. 

فيا للعجب ،، أمحب يتقلب ؟! 

ما بين قسوة ولين .. 

ما بين شوق وأنين وحنين .. 

فهل يهدأ القلب ويستكين .. 

بين الحب واللاحب .. 

لا و لن أسألك .. 

ولن أبحث عن أخبارك .. 

ولن تهمني يا سيدي أسرارك .. 

فأنا أنثى لن تقدر عن تسلق أسوارها .. 

أو سبر أغوارها .. 

فأنا أنثى القصيد .. 

تكتبها نبضا وإن كرهتها .. 

و هي صرخة الحب في وجدانك وإن وأدتها .. 

ستؤرق نومك .. 

وتقض مضجعك .. 

رغم تظاهرك بالقوة والكبرياء ..

و بالهدوء والسكينة .. 

فروحك في معبدها سجينة وأن أنكرت .. 

فمتي أنت بالحب يا سيدي اعترفت ؟! 

سأعانق لأجلك النسيان .. 

ولن أبحث عن طيفك في أروقة ذاكرتي بعد الآن .. 

سأحيا لذاتي وبذاتي .. 

ولن تغريني عذوبة الذكريات .. 

ولن اشتاق بعد اليوم لكلماتك الباهتة .. 

وسأقيم مراسم احتفال بالنصر .. 

وسيوجعك حتما صدى ألحاني .. 

المترنم بظلم وجرح وحدك يا سيدي ..

كنتَ فيه الضحية والجاني ..
\\
بقلم .. منيرة الغانمي ـ تونس