الأحد، 23 فبراير 2025

(( هَذَا الفَقْدُ وَمَا أَوْجَعَه )) بقلم منيرة الغانمي ـ تونس


آهٍ من ثِقل لَيْلِي وثِقْلَ المَكَان .

مُوحِشٌ فَقْدَكُمْ لَوْ تَعْلَمُون
فَأطْيَافُكُمْ تَمْلَأُ هُنَا الأَرْكَان
شَوْقِي إِلَيْكُمْ أَفْقَدَنِي تَوَازُنِي
فَهَلْ مِنْ عَتَبٍ عَلَيْنَا لَوْ عَانَقْنَا الأَحْزَان
إِذَا مَا فَارَقْنَا الخِلاَّن؟!
هَذَا الفَقْدُ وَمَا أَوْجَعَه
تَبْكِيهِ القُلُوبُ وَالعُيُون
أَعْيَانِي الغِيَاب هَدَّ أَرْكَانِي وَكِيَانِي
أَسِيرُ بِهَذِهِ الدُّنْيَا وَحِيدَةً .. شَرِيدَةً.
أتَجَرَّعُ طَعْمَ الأَسَى وَالحِرْمَانِ
أُمَّاهُ أَدْرِكِينِي
فَدَمْعِي الهَطُولُ يُحَدِّثُنِي..
عَنْكِ ،عَنْ أَحَادِيثِكِ ، ضَحَكَاتِكِ
عَنِْ سَمَرِنَا وَسَهَرِنَا فِيمَا مَضَى مِنَ الزَّمَانِ
وَاليَوْمُ يَا سَيِّدَةُ الغِيَابِ .. أَخْبِرِينِي
مَنْ سَيَحْمِلُ عَنِّي ثِقْلَ أَحْزَانِي؟!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،
خواطر منيرة الغانمي. تونس
اللهم ارحم أمي واجعل قبرها روضا من رياض الجنة
وعافها واعف عنها يا رب وأوسع مدخلها وأكرم نزلها
ونقها من الذنوب والخطايا كما يُنقى الثوب الأبيض من الدنس

الخميس، 20 فبراير 2025

(( أشياء في الذاكرة )) بقلم منيرة الغانمي /تونس


أشياء في الذاكرة
كثيرا ما أحدث نفسي عن رغبتي الملحة في النسيان. نسيان الأماكن ،نسيان الأشخاص، نسيان المواقف.
يستهويني شعور اعتزال الناس ومغادرتهم، لأحيا ساعات وحدتي بفرح وسعادة كبيرين.
لا شيء سيعكر صفو مزاجي هذا اليوم، ولا أحد سيستفزني بكلامه أو حركاته .
هو الهدوء التام والسكينة والطمأنينة، أعيش تفاصيل تلك المشاعر بانتشاء وانتصار كبيرين، انتصار على نفسي الموغلة في ماضي الذكريات، المتمسكة بحكايات الأمس التي لم تنته بعد ولن تنتهي.
خيالات الماضي تتراقص أمام عيناي الآن في تحد صارخ، نعم تلك الأطياف تراهن على عودتي إلى احتضانها مجددا، تراهن على بكائي على تلك الأشياء التي لا تزال تسكنني، وعجزت عن محوها من ذاكرتي وذكرياتي.
مناظر بقيت عالقة تأخذ أنفاسي ، تعيدني إلى نقطة الصفر .
كنت غبية، حين ظننت أني سأصل وأنا أمسك بيد النسيان كرفيق أبدي لم يخونني ولن يخذلني.
وهنا عزف الماضي ألحانه على أوتار قلبي، داعبها الحنين، غازلها الإشتياق لما مضى من السنين.
تمازجت الألوان وتداخلت لتشكل من جديد، لوحة كتب عليها " لا تحاولي فلا تزال هناك أشياء في الذاكرة".
بقلم : منيرة الغانمي / تونس

الأحد، 16 فبراير 2025

(( ولازلتَ تسأل من أين أنتَ؟ )) بقلم منيرة الغانمي /تونس


ولازلتَ تسأل من أين أنتَ؟
أيُّهًا العربي :
اتَّحد الجمع وتشتَّت العرب.
فما عاد العربي شهما ولا أبِيٍّ
أرضه مغتصبة
كرامته مغتصبة
انسانيته مغتصبة
كل حقوقه مغتصبة بل عن أيّ حقوق تتحدَّثون؟!
فلا حقوق للعربي عندنا
ولا واجبات.
إنَّه عدواني
إنّه عنيف
إنّه عدو الحضارة
إنّه إرهابي
فهل للإرهابي علينا حق؟؟!!
وأنتَ أيُّها العربي لازلتَ تسأل من أين أنت؟
أنا يا أخي :
ابن الأرض
ابن التّاريخ
ابن الأمس واليوم والغد
أنا سيد الزمان
وسيد المكان
صاحب القرار والديار
أنا العربي
ووطني من شرقٍ إلى غرب
أنا الحر لا أحني هامتي
لآ أبيع كرامتي
وإن متُّ كما الأشجار أموت واقفا
شامخا ، لا أُكْسَر و لا أنْحنِي
عِزَّتي بيدي
وحرّيتي بفكري
وانسانيَّتِي
ألا زلتَ تسأل أيُّها العربي " من أين أنت ؟"
أنا يا أخي من بلاد انقسمت
تشتّتت
تبعثرت
وتغرّبت
ورُسِمَت بينها حدود وهمية
وُضِعَت عليها لافتات حديديّة و أعوان حراسة
يتسابقون من أجل كرسي الرئاسة

وضعوا لنا حدود
كبلونا بالقيود
سقانا عدونا الذل
والوطن مفقود
كل خيراته بيد عدو لدود

ألا زلت أيُّها العربي تسأل :
من أين أنت يا أخي ؟

أنا من حيثُ أنت
ولنفس وطنك أنتمي

فاسأل التاريخ عن أمجادنا
عن بطولاتنا
عن قوّتنا
عن وحدتنا
عن رايتنا
فلا تسألني مجددا من أين أنت يا أخي؟
.............
بقلم منيرة الغانمي / تونس