لحظة تأمل
كيف يضيق صدر الإنسان في هذا الكون الشاسع .. ؟؟!! في هذا الفضاء الرحب .. ؟؟!! كيف تضيق به الآفاق .. ؟؟!! ولا شيء يمنع أو يحدّ امتداد بصره .. غير سماء مترامية .. تٌغطِّي كامل أرجاء هذا الكون الفسيح بزرقتها ..
تلك السماء الجميلة تحتوي ودون أن تضيق بنا..دعوات المظلوم المحروم والمهموم..تتشابه في رحابهادموع الحزن والفرح..
يا لجمال تلك الزرقة وأناقتها الساحرة والمتعالية كبرياءً وشموخا.. هي تبعثُ في النفس الآن السرور والابتهاج .. شعورا عميقا وعظيما بالراحة يملأ أعماقي .. يتملكني شغف أكبر للتحديق بها .. فتنهل عيناي من جمالها .. وتغترف من روعة ذاك الامتداد اللامتناهي واللامحدود .. أطلت النظر رهبا ورغبا .. تمتعتُ بفيض احساس وشعور بالحرية .. إذ لا قيود تكبل إرادتي ونفسي المخلوقة لتنعم بالحرية والكرامة والانطلاق في الحياة..
أدركت معنى الاحتواء وأنا أطالع كيف تحتضن السماء أشعة الشمس المتمردة عليها .. لحظة احتواء عميق .. جعل أشعة الشمس تنكسر خجلا على زجاج النوافذ المتابعة لذاك المشهد النادر حدوثه في فصل الشتاء .. فلا سحب تمنع ذاك العناق الفريد ولا أمطار تقطع ذاك الانسجام .. تماهت أشعة الشمس وتلاشت مع زرقة السماء .. هي لحظة ميلاد نور لم يمنعه انكساره من العطاء .. فكان الدفء منه يعانق الوجدان والأبدان .. فما أجمل ذلك الشعور بالأمان والحب والقوّة والشموخ .. شعورا ترجمته تمتمة شفاه وابتسامة ثغر تسخر من ضعف الانسان أمام جبروت صاحب المكان والزمان ...\...
ــــــــــ
بقلم .. منيرة الغانمي ـ تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق