احتضار حلم
توسّدت أحلامها وأمنياتها .. وغطّت في نوم عميق ـ هكذا هي دائما حين تلتقي به ، تستمد من ملامحه الحياة وتستجمع قواها لتحيا عمرا من الأمل تبثه إياها كلماته الحالمة ـ لتعود إلى صراعها المعتاد مع وحدتها. ولكن من منّا لا يعرف أن الأمنيات قد لا تتحقق.وأنّ من يدخل مدن الأحلام مبتسما قد يخرج منها سريعا باكيا.
استيقظت وابتسامة عريضة قد علت ثغرها ، كل من نظر إليها تجذبه تلك الإشراقة البادية على محياها والأناقة الفاخرة وكأنها ملكة خرجت للتو من قصرها.. الجميع يتساءلون في حيرة .. يا تُرى ما سببها .. فقد اعتادوا رؤيتها مهمومة ، حزينة من أين أتتها السّعادة المفاجئة؟.
فهل ستدوم سعادتها؟ وحدها تعرف الإجابة وهي تقرأ في عيون من يحيطون بها الكثير من الأسئلة ،، إلاّ أنّها لم تهتم لهم.
فهو الوحيد الذي شغل عقلها وفكرها وتربع على عرش قلبها ،، وحده من دون العالم يهمها أمره .
ومن ساعات الصّباح الأولى استبدّت بها الذكريات لتدفعها الأشواق للبحث عنه ،، وقد رسمت تفاصيل لقاءها الثاني بعد أن اعترف لها بحبه وعشقه..وذاك الوله الذي اتشحت بها كلماته والدفء الذي استشعرته بأنفاسها.
استستلمت لتلك اللهفة ولم تمنع نفسها من السير في محرابه والغوص فيه أكثر .. فهي تعلم يقينا كما هو أنها تحتاجه ... وسارت مغمضة العينين لتستفيق على وقع غيابه المعتاد والمتجدّد.
معقول ، أبهذا السرعة غادر عالمها ، أين لهفته في عناقها وأين تلك المشاعر الدافئة ،، هل كانت سرابا ، هل كانت لعبته الجديدة معها.. ليمتصّ غضبها .. لطالما اتهمها بالانفعالية والعصبية الزائدة التي تفسد عليه كل جميل..انزوت من جديد بركن قصي وقد احتضنت نفسها وهي تشاهد بصمت حلمها يحتضر . انتهى .\.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم منيرة الغانمي ـ تونس