الاثنين، 16 أكتوبر 2023

منيرة الغانمي \ تونس و " كتبتُ ذات مساء ..."


كتبتُ ذات مساء ...
 إنّ الأمنيات كما الطيور المهاجرة لا تستقر بأرض وليس لها وطن بل في كلِ يوم تتخذ لها وطنا جديدا وحُلَّة جديدة. فأمنيات الأمس ليست هي أمنيات اليوم ولن تكون هي ذاتها أمنيات الغد فالحلم ينمو بداخلنا ويتغير ويكبر ، و زاده في ذلك ذات الإنسان المُتغيِّرة الطموحة ، فمن استقرّ حلمه وأمنياته هو إنسان ميّت غير قابل للتطور و التطوير ... هو إنسان متجمد يحيا كما آلة قديمة صدئة لم يعد له ما يقدمه بالحياة أن انتهى دوره ، وكل ما ينتظره هو لحظة الانتهاء. وهذا في الحقيقة ضد الطبيعة البشرية التي فطرنا الله عليها ، فهمة الإنسان عالية وكما قيل في الأثر (( 
لو تعلقت همة المرء بما وراء العرش لناله)) وهذا الكلام يحمل دلالة قوية تؤكد أن هناك قوة يحملها الانسان بداخله . 
هذه الطاقة أو القوة قد تضعف أو تفتر لكنها لا تموت ، فكلما وجدت ما يستنهضها طفت على السطح من جديد . لذا، الإنسان الناجح يرى الفشل بداية النّجاح ولا يرى اليأس إلا أحد شعاعات أمل قد خفت بريقها ذات ضعف . كما يرى أن في ضعفه تكمن قوته الحقيقية، قوّة الإرادة الصلبة التي وإن انحنت لن تُكسَر ،قوّة التحدّي والاصرار والعزيمة على تحقيق العيش الكريم الذي لأجله خلقنا الله ولم يرض لنا سِواه وهو القائل في محكم التنزيل ۞ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ۞(70) سورة الاسراء . ألا يحق للإنسان أن يفتخر بهذا التفضيل والتكريم الإلهيين ويجعلاهما زادا لمواصلة طريقه بنجاح في الحياة؟!. 
سؤال أطرحه على كل من تسرّب اليأس لذاته ذات يوم وفضل الموت على الحياة واستعجل النهاية لأقول له في الأخير: عانق أحلامك وحلّق معها عاليا واجعل من إرادتك نورا ينير لك طريق الظلام وجناحا يضمن لك الوصول إلى قمم المعالي ولا تُبالي إن سقطت مرّة أو أكثر .. فالأهم من السقوط محاولتك للتحليق من جديد .\.
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 منيرة الغانمي ـ تونس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق