إلى دويلات و تفتيتها لأجزاء لدرجة ان بعض هذه الدويلات
لا تصل مساحتها مساحة المناطق الغربية الكبيرة الآن
و ذلك لايمانهم أن في تشتيتنا و تجزئتنا قمة ضعفنا
و أن في توحدنا قوة لا تضاهيها قوة
فسعوا جاهدين إلى استنزاف قوانا و ثرواتنا
و عوضت هذه القوى الاستعمارية شعور الانتماء العقائدي لدى الشعوب العربية
و هو الرابط الديني الاشد عروة و هو العروة الوثقى
التي لا انفصام لها بالانتماء لحدود جغرافية لا تعني شيئا في زمن التكتلات و التحالفات
سوى نعرات آتية من هنا و هناك بحيث أصبح كل جزء يرى نفسه أمة
و أخذا عن السياسة الامبريالية التوسعية
التي توغلت للأسف في اعماقنا و جذورنا
أصبحنا نحن انفسنا نقسم وطننا الأكبر إلى مشرق و مغرب
محيط و خليج
فبات البعض منا بأفكاره الاستئصالية لكل ما يدل على هويتنا الاسلامية و على وحدتنا الحلم
و حضارتنا التي من أوكد الضروريات الآن التجمع حولها أقوى استعمارا
من الاستعمار الاحتلالي و ذاك تبعا لما نواجهه من غطرسة فكرية لايمانها بسياسة الاقصاء
و التهميش لكونها غير انفتاحية على الاخر لا تؤمن بالحوار و لا بالتوافق و لا بالتواصل الفكري
و لا حتى ما بين جيل و جيل بحيث سيطرت القطيعة على مسار البناء كليا فكرا و عملا
بذلك نرى أن الدول العربية قد عاشت مرحلتين في تاريخها
مرحلة فجرها المشرق بأنوار رسولها القائد الأعظم محمد عليه الصلاة و السلام
الذي وحدها بالانضواء تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله
وكانت حينئذ أمة مزدهرة تقود الأمم و تسود و في مراكز الريادة و القيادة
و نواة الحضارة الانسانية
و مرجلة ثانية هي مرحلة التقسيم الهيكلي الجغرافي لهذا الوطن الواحد
من قبل قوى الاستعمار الخارجي التوسعي الامبريالي في فترة أولى
و قد نجح في ذلك ليتم تكريس مبادئه في فترة لاحقة
بأيدي قوى االغطرسة الفكرية الاقصائية الداخلية المنفتحة على الغرب
أصالة و تأصيلا و تحديثا ففقدنا كنتيجة لذلك مركز القيادة
و أصبحنا في مركز تبعية رجعية مضطهدة مُنْبَـتَّة عن جذورها
التى تم القطع معها عقائديا و مبدئيا و فكريا
========================
بقلم: منيرة الغانمي ـ تونس