السبت، 5 مايو 2018

القوى الاستعمارية وتقسيم الدول .. بقلم .. منيرة الغانمي ـ تونس


قامت القوى الاستعمارية 

بتقسيم دولة الاسلام الأم 
إلى دويلات و تفتيتها لأجزاء لدرجة ان بعض هذه الدويلات 
لا تصل مساحتها مساحة المناطق الغربية الكبيرة الآن 
و ذلك لايمانهم أن في تشتيتنا و تجزئتنا قمة ضعفنا 
و أن في توحدنا قوة لا تضاهيها قوة 
فسعوا جاهدين إلى استنزاف قوانا و ثرواتنا 
و عوضت هذه القوى الاستعمارية شعور الانتماء العقائدي لدى الشعوب العربية 
و هو الرابط الديني الاشد عروة و هو العروة الوثقى 
التي لا انفصام لها بالانتماء لحدود جغرافية لا تعني شيئا في زمن التكتلات و التحالفات 
سوى نعرات آتية من هنا و هناك بحيث أصبح كل جزء يرى نفسه أمة 
و أخذا عن السياسة الامبريالية التوسعية 
التي توغلت للأسف في اعماقنا و جذورنا 
أصبحنا نحن انفسنا نقسم وطننا الأكبر إلى مشرق و مغرب 
محيط و خليج 
فبات البعض منا بأفكاره الاستئصالية لكل ما يدل على هويتنا الاسلامية و على وحدتنا الحلم 
و حضارتنا التي من أوكد الضروريات الآن التجمع حولها أقوى استعمارا 
من الاستعمار الاحتلالي و ذاك تبعا لما نواجهه من غطرسة فكرية لايمانها بسياسة الاقصاء 
و التهميش لكونها غير انفتاحية على الاخر لا تؤمن بالحوار و لا بالتوافق و لا بالتواصل الفكري 
و لا حتى ما بين جيل و جيل بحيث سيطرت القطيعة على مسار البناء كليا فكرا و عملا 
بذلك نرى أن الدول العربية قد عاشت مرحلتين في تاريخها 
مرحلة فجرها المشرق بأنوار رسولها القائد الأعظم محمد عليه الصلاة و السلام 
الذي وحدها بالانضواء تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله 
وكانت حينئذ أمة مزدهرة تقود الأمم و تسود و في مراكز الريادة و القيادة 
و نواة الحضارة الانسانية 
و مرجلة ثانية هي مرحلة التقسيم الهيكلي الجغرافي لهذا الوطن الواحد 
من قبل قوى الاستعمار الخارجي التوسعي الامبريالي في فترة أولى 
و قد نجح في ذلك ليتم تكريس مبادئه في فترة لاحقة 
بأيدي قوى االغطرسة الفكرية الاقصائية الداخلية المنفتحة على الغرب 
أصالة و تأصيلا و تحديثا ففقدنا كنتيجة لذلك مركز القيادة 
و أصبحنا في مركز تبعية رجعية مضطهدة مُنْبَـتَّة عن جذورها 
التى تم القطع معها عقائديا و مبدئيا و فكريا
========================
بقلم: منيرة الغانمي ـ تونس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق