الجمعة، 7 يناير 2022

" ولا يزال الجهل يسكن بيتنا فكيف سننتصر؟! " ............. منيرة الغانمي ـ تونس



"ولا يزال الجهل يسكن بيتنا فكيف سننتصر؟! "
بعد المسرحية التي شوهت نضال المصريين ضد البريطانيين ( ريا وسكينة) والتي صورها الفن على أنهما مجرمتان ترتكبان جريمة قتل لسرقة الذهب والأموال
وبعد تشويه سيرة الملك سليمان الذي تم حصر انجازاته في شهوة النساء ( الحرملك والسلطانة هويام )
يطل حديثا فيلم عربي آخر يحمل عنوان " أميرة '' هذا الفيلم هو عمل دارمي مشترك بين الأردن ومصر وفلسطين وطبعا التمويل إماراتي وسعودي
هذا الفيلم تناول قضية النطف المهربة وهي المتعارف عليها في فلسطين الحبيبة بسفراء الحرية وهي شكل من أشكال النضال الفلسطيني والذي تم بعد استشارات طبية ودينية
وقد أكدت الاحصائيات أن هناك عدد 100 قد ولدوا بهذا الشكل
والتهريب وعملية تتم وفق اجراءت معقدة
هذا الفيلم " اميرة " والذي كان سيمثل الآردن في جائزة الأوسكار 2022
تناول قضية تهريب النطف والذي تكتشف زوجة الأسير بعد أن تبلغ الطفلة من العمر 18 سنة أن النطفة كانت لضابط اسرائيلي وليست زوجها مما دعا البطلة أميرة بعد علمها أن تطلب من عائلتها
هذا الفيلم تم سحبه من المملكة الأردنية بعد موجات غضب عارمة شهدتها مواقع التواصل الاجتماعي إلى جانب الكثير من الانتقادات التي تم توجيهها لهذا الفيلم حيث اعتبر أن هذا الفيلم يشكك في نسب أبناء الأسرى الفلسطينية وهو يخدم الصهاينة أكثر مما يخدم القضية الفلسطينة
وقد لا قى تشجيعا كبيرا واستحسانا في مهرجان فينيسيا ( حصد ثلاث جوائز و سبع دقائق تصفيق من الحضور كما بين مخرج العمل السنيمائي)
وقد تم التفاعل ايجابيا مع هذا الفيلم إذ غرد أحدهم أن فيلم أميرة وااحد من أفضل الأفلام المعروضة في مهرجان فينيسيا ، دراما استكشاف الهوية في الحرب هائلة .
الموجع في الموضوع كيف يتم الحشد والتعاون من أجل اخراج فيلم يسيء إلى إخواننا في فلسطين ويقلل من نضالاتهم وتحدياتهم ويحطم معنوياتهم ؟!
وهل هذا الفن هو فن واعي يحقق نهضة أمتنا ويدون تاريخنا بشكل أمين دون زيف ولا خداع للعقول ولا تزييف ؟
حقيقة لا إجابة لدي غير أننا ماذا سننتظر من دويلات ممزقة يجمع بينها رابط الدين واللغ والهوية وهي تنخر في اجساد بعضها البعض لتحقق رغباات عدوها وطموحااته
فالطبيعي والمنطقي أن يقع انتاج ضخم يصور معاناة الشعب الفلسطيني ويكشف سوءة الاحتلال الصهيوني ويعري تصرفاته الوحشية وليس العكس.
يبدو أن الغفوة عميقة والهوة بيننا سحيقة
فرجاءً لا تقلقوا نومة حكامنا بتأثركم وبكائكم وتعاطفكم مع إخواننا في فلسطين
لأنهم لن يدركوا الحقيقة الآن
وليفعلواا ما شاؤوا وليحصدوا الجوائز العالمية ومعها سخط الله عليهم ولا بد أن التاريخ سيلفظهم يوما وسيلفظ أعمالهم خسيسة
فكما قال العلامة ابن خلدون
" التاريخ في ظاهره لا يزيد عن الإخبار وفي باطنه نظر وتحقيق"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم منيرة الغانمي ـ تونس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق