السبت، 17 نوفمبر 2018

"" رسالة متأخرة "" بقلم منيرة الغانمي ــ تونس



رسالة متأخرة 

لصديقة خالط العشق أنفاسها ..

فغادرت الحياة 

إليك يا صديقتي كلماتي 

فإن رق لها قلبك حين تقع عليها عيناك،، فاعلمي أنها أثقلت

 مدامعي يأسا وبؤسا 

نحب وما الحب بالجريمة النكراء 

وليس بالذنب غير المغتفر 

فمن منا يملك زمام القلب ليتحكم به، كأن يجعله ينبض

 متى أراد

ولمن أراد

وفي الوقت الذي أراد ،، 

ولكن أقول ،، كيف نحب ،، وقد يستعر الشوق في غفلة منا 

ودون سابق إنذار 

كيف نقف آمنين على مشارف أحاسيس الحب الجارفة ،، 

فالحب عندنا ذاك السيل الجارف الآتي على

الأخضر واليابس فينا 

لا يوقفه شيئا ، قد يكسر بأرواحنا كل شيء ليهدأ بعده الزمان

ويخلو المكان من كل مقومات الحياة 

ليصبح شبيها بمقابر تقطنها أجساد حية سكانها أموات 

هل نستسلم ونخضع ولا نقاوم ؟

لنصبح ملكات الحب المنسيات على قارعة السنين 

أم نرفض فنتهم بالجمود وعدم الاحساس ،، 

في زمن المادة يا سادة ، تتوق الأرواح لدفء المشاعر 

للحنان المفقود في المعاملات . 

لماذا لا نحب بعيدا عن دنيا الهوى والفتون ؟ 

فمشاعرنا الباقية بقاء الروح لا تخضع للتجربة 

فلماذا أيتها الريم لم تهربي ذات حنين من صحراء الأشواق 

لماذا لم تحلقي عاليا كفراشة تخشى الاحتراق 

لماذا ، لم تجعلي من روحك الشفافة مرآة عاكسة تنير

لك ما يدور حولك 

ألم تقرئي يوما في سير العشاق أن اللهفة الغامرة 

ليست سوى شعلة مجنونة لا بد لها من الانتهاء 

وأن الحب الحقيقي يكمن في الحفاظ على من نحب 

يا أيها القلب كن أمينا ،، رصينا 

ولا تنجذب للنار وإن تراءت لك نورا 

فلا شيء أكثر قهرا من مرارة الوقوف صامتا

على ناصية الانتظار 
بقلم .. منيرة الغانمي ـ تونس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق