------------------------- رسالة إلى من يهمه الأمر -----------------------
المشردون فى الشوارع .. والبرد ..!!
هذا القاتل الصامت .. !!
==============
******************
كل حين والآخر تتكرر حالات الموت من البرد القارص فى الشوارع ..!!.. فكم عدد الأشخاص الذين ماتوا برداً فى مصر .. وكيف كانت أوضاعهم ..؟!!.. هل توجد أحصائية فى المركزالقومى للبحوث الأجتماعية والجنائية أو غيره .. ؟!!..
أشك فى ذلك وخاصة أن أغلب الضحايا من الفقراء أو المشردين فى الشوارع ..!!.. وهل هناك أحصائية دقيقة عن عدد المشردين فى الشوارع ..؟!!..
إن ظاهرة التشرد ليست قاصرة على مصر بالتأكيد .. فهى منتشرة فى أغلب الدول العربية .. بل ظاهرة عالمية .. حتى فى الدول المتحضرة .. مع أختلاف حجمها وسياسة الدولة وأسلوب تعاملها معها وكيفية مكافحتها بالطبع ..!!.. فهل توجد فى مصر أحصائيات وسياسة أو خطة جادة تتعلق بتلك الظاهرة الأجتماعية الخطيرة ..؟!!
*** من هو المتشرد ..؟!! .. يعرف المتشرد علمياً بأنه كل إنسان لا يجد مأوى ثابتاً أو عنواناً محدداً يأوي إليه فى نهاية اليوم .. وهو إما أن يكون فقيراً معدماً أو غير مستقر أجتماعياً أو مريضاً نفسياً أو متخلفاً عقلياً .. وهناك صفات تطلق على المشردين في بعض الدول .. ففي أيطاليا يطلق على المتشرد أسم (رأس المغزل) .. وفي بيرو (طير الفاكهة) ..وفي زائير (العصفور) وفي السودان (الشماسة) .. ويعرف المتشردون بارتداء ملابس متسخة أو رثة ممزقة .. والبعض منهم يكون شبه عار .. بالأضافة إلى أتساخ أبدانهم .. ومعاناتهم من عدة أمراض مثل الضعف أو الهزال بسبب سوء التغذية والإصابة بالألتهابات والأمراض الجلدية .. وضعف المناعة وغيرها.
ويشاهد المتشردون في الشوارع .. أمام المساجد وفى الحدائق العمومية ومداخل العمارات .. وفى الخرابات والأماكن المهجورة .. وبجوار أسوار المدارس والمصالح والهيئات .. وتحت الكبارى والجسور وغيرها .. فهم أفراد بلا مأوى لم يجدوا سقفا يؤويهم أو فراشاً دافئاً يحتويهم من برد الشتاء .. أو عائلة تحميهم ..!!.. .. أو حكومة تراعى ظروفهم وتوفر لهم معيشة كريمة ..!!
وتتسع ظاهرة التشرد وتزداد عاماُ بعد عام بسبب أزدياد الفقر والتفكك الاجتماعى وضعف عملية التكافل والتضامن المجتمعى .. ممايغذى الشوارع بالمزيد من
المتشردين .. !!.. وهذا بالتاكيد يهدد الأستقرار الأجتماعى ..!!..
المتشردين .. !!.. وهذا بالتاكيد يهدد الأستقرار الأجتماعى ..!!..
*** حينما يأتى الشتاء تكون الكارثة .. وخاصة عندما تجتاح البلاد بعض موجاته القارصة .. ويختلف ذلك من فئة لأخرى ..!!.. فالبعض يستطيع التأقلم معه .. والبعض يعانى بشدة منه ..!! .. فماهو وضع الشتاء فى مصر ..؟!!
تتمتع مصر بجو حار معظم شهور السنة .. لذا لايهتم المصريون بعزل منازلهم .. أو تزويدها بوسائل التدفئة الفعالة كمايحدث فى الخارج .... لأنهم لايمتلكون التكلفة المادية للطاقة اللازمة لتدفئة منازلهم .. ولكنهم يستطيعون تحمل قسوة البرد بوسائل مختلفة طالما يمتلكون سقفاُ وجدراناُ تحميهم .. وأن كانوا يعانون من ضعف فرص الحصول على رعاية صحية جيدة .. أما الطبقة الغنية الميسورة الحال فهى لايعنيها الشتاء .. فهم يعيشون فى الفيلات والقصور والكومبوندات والمنتجعات .. ويتمتعون بأجهزة التكييف البارد والساخن .. ويرتدون أفخر الملابس الصوفية والجلدية .. ويوفرون لأنفسهم كل وسائل الراحة .. ويحصلون على الرعاية الصحية الممتازة .. لذلك هم لايعانون من قسوة البرد ..!! ..
*** ولكن ماذا عن المشردين .. شعب الشوارع المساكين .. تلك الفئة المنسية المظلومة أجتماعياً ..؟!!
عندما تشعر بالبرد .. وأنت فى الشارع .. من الطبيعى أن تسرع فى مشيك للعودة إلى بيتك .. لكى تنعم بوجبة ساخنة أو شراب دافئ .. وجلسة عائلية حميمة .. تجدد الحياة فى أوصالك .. ثم تأوى ألى سريرك المريح بعد أن تتدثر بملابسك الثقيلة ..!!.. فماأجمل أن يكون لك بيت يأويك ..!!.. ولكن ماذا عن المساكين المشردين فى الشوارع .. ولايجدون أى شئ من تلك الأشياء الجميلة ..؟!!.. فهم يحلمون بها ويرغبون فيها فقط .. ولاتنالها أيديهم .. وهم يرتدون الملابس البالية ويلتحفون البطاطين المهترئة .. ويجلسون على أكياس البلاستيك والكرتون .. ويبحثون عن بعض قطع الخشب والورق ليحرقوها لعلهم يتدفئون .. وقد تصمد أجسادهم الهزيلة .. وقد تستسلم قلوب البعض .. فيخضعون فى صمت ويرحلون .. مثل سيدة المحلة ورجل ملوى .. !!.. أنه القاتل الخفى الذى يجوب الشوارع فى صمت .. أنه البرد القارص المميت ..!!
*** لماذا يموت هؤلاء من البرد .؟!! .. ببساطة شديدة لأن أجسامهم هزيلة .. ومناعتهم ضعيفة .. وأغلبهم يعانون من سوء التغذية .. أو أمراض مزمنة فى القلب أو الجهاز التنفسى أو الكلى .. أو الكبد .. فصحتهم ضعيفة ولاتتحمل لسعة البرد الشديدة .. التى تؤدى إلى مضاعفات تقود للوفاة .. مع شعورهم بالقهر والذل والدونية ..!!..
وقد ثبت أن تعرض الإنسان لموجات البرد الشديد يؤدى لأنخفاض درجة حرارة الجسم ممايفقده مناعته .. وينجم عنه ضيق فى الاوعية الدموية وتقلص فى العضلات ممايؤدى إلى فقدان الوعى ثم الوفاة ..!!.. أما الصقيع المميت فيؤدى إلى تقرحات فى الجلد وتجمد الدم ..!!.. وأن كنا نستطيع أن نتفادى مخاطر البرد .. فماذا عن هؤلاء المشردين بلاحول ولاقوة .!!.. فئة مهمشة محرومة من حق الحياة الكريمة ..!!.. والعدالة الأجتماعية ..!!
وهكذا مع كل شتاء .. قد يموت البعض وتعلم أجهزة الأعلام بالصدفة .. فتثير القضية زمنا ثم تنسى .. وقد لاتعلم ويدفن الميت فى هدوء .. وتظل المشكلة قائمة .. ويظل العديد من المشردين فى أنتظار نفس المصير .. المـوت من البرد فى ظل غيـاب دور واضح من وزارة التضـامن الأجتماعي لمعالجة القضية ..!! .. لتنشر الفضائيات ووسائل الأتصال الاجتماعى صورهم وكانهم اخبار موسمية ..!!
*** أذن ماهو المطلوب .. لحل تلك القضية الأجتماعية الإنسانية المزمنة ..؟!!
## المطلوب من رئيس الجمهورية .. اعطاء امر صارم لوزارة التضامن الأجتماعى ووزارة الاوقاف بدراسة القضية ووضع سياسة واضحة وخطة عاجلة لحلها .. مثلما تفعل الدول المتحضرة فى مكافحتها لتلك الظاهرة بشكل مستمر ..!!.. منعاُ لأستفحالها ومضاعفاتها على المجتمع ..!!
## مطلوب من الحكومة .. عمل أحصائيات دقيقة لظاهرة التشرد .. وحوادث الموت من البرد .. ووضع خطة لمكافحة الظاهرة ..!!.. وأنشاء العدد الكافى من دور الأيواء أو الملاجئ لرعايتهم .. وأعادة تأهيلهم نفسياً وأجتماعياً للأندماج فى المجتمع .. وتعليم القادرين منهم بعض الحرف المناسبة التى تعينهم على الرزق وتشعرهم بقيمتهم وتعيدهم إلى الحياة الأجتماعية الطبيعية ..!!.. مع التعاون التام بين وزارة التضامن الأجتماعى والأوقاف فى تنفيذ خطة مكافحة التشرد ..!!
## مطلوب من جمعيات المجتمع المدنى .. أن تطلق حملة إنسانية لدعم خطة الحكومة فى مكافحة الظاهرة .. وأن تمتنع عن تسيس العمل الخيرى والحقوقى .. أو أستعماله فى تحقيق أهداف شخصية أو مادية..!!
## مطلوب من المواطنين .. الأنتباة والتفكر قليلاً .. ماذا لوكنت مكان واحد من هؤلاء المساكين ..؟!!.. واحد من أبناء بلدك مثلك تماماً.. ولكنه مشرد ..!!..
قال رسول الله صلي الله عليه و سلم : و الله لا يؤمن .. و الله لا يؤمن.. و الله لا يؤمن .. قالوا : من يا رسول الله..؟!!.. قال : من بات شبعـانا و جـاره جعـان .. وهو يعلم .
وفي الحديث أيضاً : (( مَن نفَّس عن مؤمنٍ كربةً من كُرَب الدنيا .. نفَّس الله عنه كربةً من كُرَب يوم القيامة )) ..
إذن المسئولية كبيرة جداً .. وعلينا التحرك الفورى السريع لتقديم العون .. أما بالتبرع المادى حسب امكانياتك مباشرة للمساكين أنفسهم أو عن طريق البنوك او الجمعيات الخيرية .. أو بالتطوع للعمل الخيرى .. !!
وأنا أعلم أن هناك جمعيات خيرية تسعى فى هذا المجال وأن هناك شباب رائع على وسائل التواصل الأجتماعى ينشر صور هؤلاء المساكين .. ويدشن حملات إنسانية لمساعدتهم هم وسكان العشوائيات وقرى الصعيد الأشد فقراً والتى تعانى برداً قاسياً ..!!.. ولكن المؤسف أيضاً أن هنال بعض الناس يتقاعسون عن أخراج الزكاة و الصدقات .. والبعض يفعل ذلك بشكل غير صحيح .. بالأضافة إلى أنتشار حالة من عدم الثقة بين المصريين حيث يتخوف القادرون من أساءة أستخدام نقودهم التى يتبرعون بها للفقراء .. ولكن عندما تكن هناك مبادرة عامة موثوق فيها يشارك الكثيرون ..!! .. لذا يجب وضع سياسة واعية للتعامل مع تلك الظاهرة .. تعدها الدولة بالتعاون مع جمعيات المجتمع المدنى .. ويدعمها المصريون القادرون .. المخلصون ..!!
*** إن قضية التشرد هى قضية أجتماعية إنسانية اقتصادية حقوقية هامة لايمكن
أهمالها ..!!.. ويجب مكافحتها قبل تزايدها وفقدان السيطرة عليها .. وارتفاع تكلفة إعادة التأهيل لهؤلاء المشردين .. وخاصة فى ظل الظروف الحالية التى يعانى فيها الكثير من أبناء الطبقة الفقيرة والمتوسطة .. إن كانت هناك طبقة متوسطة مازالت موجودة ..!!.. اللهم أنى بلغت .. اللهم فأشهد ..!!
أهمالها ..!!.. ويجب مكافحتها قبل تزايدها وفقدان السيطرة عليها .. وارتفاع تكلفة إعادة التأهيل لهؤلاء المشردين .. وخاصة فى ظل الظروف الحالية التى يعانى فيها الكثير من أبناء الطبقة الفقيرة والمتوسطة .. إن كانت هناك طبقة متوسطة مازالت موجودة ..!!.. اللهم أنى بلغت .. اللهم فأشهد ..!!
## ملحوظة : هذا البوست أو المقال ليس موجهاً فقط إلى الشعب المصرى ورئيسه .. وأنما أيضاً إلى كل الشعوب العربية والإسلامية وحكامها .. !!.. نظرة إلى المشردين فى شوارع بلادكم ..!!.. أرحموا من فى الأرض .. يرحمكم من فى السماء ..!!.. وتذكروا مقولة عمر بن الخطاب الشهيرة .. لوأن دابة فى أرض العراق تعثرت .. لسئل عنها عمر .. لم َ لم تمهد لها الطريق ..!! ..!!..رحمك الله رحمة واسعة ايها العادل .. واعمراه ..!!.. وأسلاماه ..!!.. يالله ..!!
------------------
د. محسن الشرقاوى
------------------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق