القلم بين العاطفة والعقل
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
الكثير من أصحاب الأقلام يتأرجحون بين مرحلتي الانفعال العاطفي والذهول أو الاندهاش العقلاني ، حيث يغيب العقل والفكر السليم والجاد لتحل محله الرغبة الجامعة والنزوة العابرة والتقييم العقيم للكثير من الظواهر.
لذلك تحكمت الشخصنة والعلاقات الشخصية والعدائية بين النخبة ذاتها بعملية النقد الأدبي ،، فإذا قيم أحد النقاد أو المتخصصين في مجال الأدب والشعر قلما مبتدئا أو هاويا ، ينتفض البعض وتجدهم حول هذا القلم ملتفين، لا يخفون انفعالهم العاطفي وخاصة إذا تعلق الأمر بقلم أنثوي إذ يغيب العقل هنا للأسف وتراهم جميعا مدافعين بل مستبسيلين في الدفاع عن نص أكثر من صاحبه.
وتتهاطل كلمات المديح والاطراء والثناء لدرجة يصبح معها ذاك الهاوي أو المبتدىء أسطورة وما بين عشية وضحاها يعتلي قمم المجد والمعالي ويضرب بكل النصائح المسداة له من الجيدين عرض الحائط ، وهذا طبيعي جدا فعيناه لا ترى إلا زمرة المطبلين والمهللين بغير حق في الكثير من الأحيان وهذا من صميم النفس البشرية التي تبحث عن الزهو والخيلاء حتى لو من فراغ ودون فعل يذكر.
لهاته الزمرة أقول اتقوا الله ولا تستتهينوا بأرائكم فكل رأي ستحاسبون عليه فكونوا أمناء
واعطوا لكل ذي حق حقه وقولوا لمن أحسن أحسنت ولمن أساء أسأت ولا تغالوا في المدح والثناء
فالامانة الأدبية تفرضوا عليكم قول الحق وقول رأيكم بأمانة وصدق دون رياء ونفاق اجتماعي
فجميعنا يعلم أن كتابة نص واحد جيد لا يجعل منك شاعرا أو كاتبا عظيما وإنما هي الصدفة حين تجعلنا نخفق مرة وننجح أخرى وليس أجمل من أن تسير في دروب التعلم لتنهل من منابع المعارف والعلوم .
لأنه من ظن بنفسه أنه وصل إلى قمة المجد أمات بذاته كل رغبة في التطور والتطوير
وبالنسبة للأصحاب الموهبة أقول لا يغركم الثناء والمديح واصغوا جيدا لمن يقف على عتبات حروفكم بعقله لا بعاطفته إذا أردتم الإستمرارية والنجاح في مجال الكتابة.
ووفقك الله الجميع
\\
بقلم .. منيرة الغانمي ـ تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق