السبت، 20 فبراير 2021

تاريخنا بين الحقيقة والخيال بقلم .. منيرة الغانمي ـ تونس



تاريخنا بين الحقيقة والخيال 
بقلم .. منيرة الغانمي ـ تونس
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
منذ فترة تداول نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي معلومات بخصوص التزوير الذي طال المناضلين ريا وسكينة وعبد العال وعبدو وذلك بسبب رواج تلك المسرحية الهزلية االتي زيفت الحقائق
وكنت قد نشرت هذاا المنشور في أكثر من مناسبة بعد ما عرفت من مقال أن هؤلاء هم أبطال كانوا يحاربون لآجل تحرير وطنهم مصر ضد الجيش الانجليزي ولم يكونوا البتة مجرمين من أجل سرقة الذهب كما صورت لنا ذلك المسرحية
هذا الزيف الصادم جعلني أيضا نتساءل عن حقيقة مسلسل الملك سليمان والذي تم التغافل عن كل انجازاته ولم يسلط الضوء إلا على علاقاته الخاصة
ولم يتم ذكر أن أجمل عصور الامبراطورية العثمانية كانت في عهد الملك السليمان الذي كان يهابه الغرب
فتم تصويره في شكل العاشق الولهان الذي لا يهمه من أمر الامبراطورية غير النساء
وقد نجح أصحاب هذا العمل في بناء عقلية فارغة ربطت في ثقافتها الهشة أسطورة عشق جديد جمعت بين الملك سليمان وهيام
وهانحن اليوم يطل علينا اليوم فيلم جديد لا يختلف في غايته عن سابقيه في خلق أعداء وهميين وأبطال زائفين حُشِدت له الكثير من الأموال والدعائم من الاشهارات ليساهم في طمس حقائق وتزييف واقع
هذا الفيلم هو فيلم السرب الذي أعلنت عليه الحبيبة مصر لكونه توثيق لأحد بطولات الجيش المصري والذي لا شك في أن التاريخ يحتفظ للجيش المصري بالكثير من البطولات الحقيقية فعلا
لكن فيلم السرب للأسف جاء لتوثيق رد الجيس المصري على العملية التي صورها الفيديو الذي صور 31 مسيحي وقيل أنه على شاطئ سرت
وطبعا تناول العملية هذه بأسماء فنية كبيرة ( شريف منير ، هند صبري ، احمد السقا ) لضمان التأثير في المتلقي
والعملية البطولية نتيجتها 13 مدني ليبي قتلوا بغير ذنب رحمهم الله يوم 16 فيفري 2015,.
وهي رد على عملية استهدفت أيضا 21 مسيحي مصري بغير ذنب رحمهم الله
سؤال إنكاري هل يُرد على الظلم بظلم؟!
أول أمر نقف عنده أن العملية التي نشرت في الفيديو قيل أنها في سرت
ورد الجيش المصري كان في درنة ، وبين سرت ودرنة مسافة بحساب الزمن تعادل تسع ساعات ،،، ولك عزيزي القارىء أن تحلل لوحدك
إلا أن الواقع يفند وبالحجة والدليل أن ما قام به الجيش المصري حينها لم يكن ردا على داعش الارهابية وما قامت بتصويره في الفيديو بل كان اجراما واعتداءً لا إنسانيا في حق الأشقاء اللبيين في ليبيا وتحديدا في منطقة درنة
وذلك بشهادة شهود العيان على الاعتداء وكان من بينهم الناشط الليبي جوهر علي وقناته موجوده على اليوتيوب الذي أفاد أن الطيران المصري قد قصف المدنيين بالحي السكني بحي شيحا الغربي بدرنة والذي أكد أنه لا يوجد في الحي ولا داعشي واحد وكل ما كان هو مبنى كان تابعا لداعش وهو مبنى فارغ
طبعا هذا المكان سيصور في الفلم على أساس أنه حي يقيم فيه داعش وفيه أسلحتهم وذخائرهم
ويوجد أيضا بوست لروضة أطفال نعت فيه أحد الأطفال الذي كان من ضحايا هذا القصف العشوائي وسأورده كما وجدته ((( روضة الزهور ـ درنة
تتقدم إدارة
روضة الزهور بأحر التعازي لأسرة الطفل
(زكريا عبدالحكيم محمد المنصوري )
الذي وافاة الأجل جراء القصف الجوي علي مدينة درنه يوم الاثنين الموافق -16-2-2015-صباحا سالين الله أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته وأن يُلهم أهله الصَّبر والسلوان
زكريا عبدالحكيم المنصوري
من مواليد 2009
من سكان مدينة درنه بحي شيحا الغربي قتل هو واثنان من إخوته ووالدته بسبب سقوط منزلهم جراء القصف الجوي علي مدينة درنه)))
ولم تتناقل أي من المواقع وجود ضحايا من داعش حينها كما أن كل الفيديوهات الحصرية التي وثقت لتلك اللحظات لم يُسمع إلا الصراخ بحسبنا الله ونعم الوكيل
ورغم أن الكثير من الإعلاميين حاولوا الدفع بأن تلك الصور مفبركة إلا أن الصور كانت حقيقية وقد نشرتها صفحة الروضة التي كان يلتحق بها الطفل (زكريا عبدالحكيم محمد المنصوري )
ومرة أخرى أيها المواطن العربي المحب لوطنك ولحاكمك ولبني وطنك ولعروبتك
لا تسلم عقلك لمن أراد تشكيله على حسب مزاجه وهواه ،، أقرأ ، أبحث
حلل وافهم واحكم وقرر لتعرف عن بينة من الظالم ومن المظلوم
فالظلم ظلمات
وكما وردنا عن أبي ذر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه عز وجل أنه قال: «يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا، يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم، يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر لكم ذنوبكم جميعا فاستغفروني أغفر لكم "رواه مسلم.
فأناا أنصح نفسي وأنصح باختيار ما تتفرجون عليها لأن الأفلام المقدمة أصبحت لنا كمن يدس السم في العسل فهي تزيف الحقائق وتقدمها على أنها بطولات حقيقية
كتبت هذا النص ليس كرها لمصر وإنما حبا لها وللبيا ولكل الأوطان
ومحبة لكل الشعوب التي أختلط في أذهانها الحابل بالنابل ولم نعد نعرف أين الحقيقة و أين الخيال
فإذا كانت للسياسة غايتها التي لا تدركها عقولنا النظيفة والبسيطة فليس محرما علينا تحرّي الرّشد وإعمال الفكر والبصيرة فيما يُقدَّم لنا ولا نتعامل معهم ونحن مغيبي العقل .
\\
بقلم .. منيرة الغانمي ـ تونس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق