دأب الإعلام في الفترة الأخيرة وبعد وصول بعض الحركات الإسلامية إلى الحكم إلى شحذ قواهم والعمل على تشويه الإسلام بالتركيز على أمور قد تثير عاطفة المساندة لهم منها الحملة الشعواء التي قاموا بها حين علت أصواتهم بالخوف على المرأة وظلمها وإهدار كرامتها
وان هؤلاء لو واصلوا في الحكم سيفرضون تعدد الزوجات مما يهين المرأة وكرامتها وأنهم سيجبرون المرأة على الجلوس في البيت على أساس وأن الإسلام يحرم عمل المرأة وخروجها.
وقد غالي البعض حيث اعتبر أن الاسلام سيساهم في التراجع الإقتصادي للدولة وإضعاف نموها من خلال قفله لحانات الخمر ودور الدعارة وكان كل الخوف على النظام البنكي من الإنهيار لو تم تحريم هامش الربح الخيالي من المعاملات المالية التي أنهكت كاهل كل مواطن قد لجأ إليها للإقتراض .
طبعا كل هذه الحجج واهية ومردودة على أصحابها لأسباب بسيطة جدا وهي كالتالي :
أن الإسلام كفل حرية الزّوج بتعدد الزوجات وهذه الحرية ضبطها الشرع بالعدل بين نسائه في المبيت والسكنى والنفقة والكسوة ونحو ذلك وقد شدّد على هذا الشرط ولعلم الله الأزلي بمخلوقاته قال في آياته الكريمة وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ [النساء:129].
أما بالنسبة لخروج المرأة من العمل فالاسلام وكما يعلم الجميع هو الدين الوحيد الذي كفل للمراة حقوقها وحريتها وكرامتها وبالنسبة لخروجها فلا ضير من ذلك إذا كان بالشكل الذي يرضي الله عنها محترمة ضوابط خروج المرأة إلى الشارع .
علما وان بعض الصّحابيات الجليلات قد رافقن رسول الله عليه الصلاة والسلام في الغزوات وكنا يعالجن المصابين حينها ,, ومن ذلك نفهم أن الإسلام لم يحرم عمل المرأة ولا خروجها فقط ضبطه بضوابط أخلاقية حتى تكون المرأة المسلمة مصانة في الشارع كما في بيتها .
أما فيما يتعلّق بانهيار اقتصاد الدول الإسلامية بإقفال حانات الخمر ودور الدّعارة أقول أن الله سبحانه وتعالي طيب ولا يحب إلا الطيب ولن يقيم الله بلدا يحلل ما يحرم الله ويجيز ما أنكر الله .
وبالنسبة لنظام البنوك أقول أن الله لم يحرّم هامش الربح ولكن أكد أن يكون هذا الربح عادي بالشكل الذي يساعده على مواصلة تجارته وليس أن يدخل في دائرة الجشع والطمع هذا وخلال الأزمة الإقتصادية الأخيرة التي يذكرها العالم نرى أن اليابان قد تجاوزت هذه الإزمة بالتخفيض من نسب الفوائد إلى نسبة 1% وهذا ما أكد عليه ديننا الحنيف من حيث عقلنة فوائد هامش الأرباح المالية التي تصل في بعض الدول الإسلامية إلى 12 % وأكثر .
وبذلك فإن محاربة الإسلام بدأت من داخل المجتمعات الإسلامية نفسها من البعض حيث تمّ تصوير الإسلام على أنه دين يحارب الحرّيات والإنسانية وتطبيقه يؤدي إلى الرّجعية البغيضة وعدم مسايرة التطور والازدهار متناسين أن الدّين الإسلامي صالح لكل مكان وزمان وهو سرّ نماء هذه الأمّة وإزدهارها والسبب الرئيسي بل الوحيد في تقدّمها. \.
\
بقلم .. منيرة الغانمي ـ تونس
مقالة جميلة جدا واضحة
ردحذفشكرا حسام حضورك الأجمل
حذفكل التقدير والاحترام
مقالة جميلة جدا واضحة
ردحذفشكرا حسام ،حضورك الأجمل
حذفكل التقدير لكم والاحترام
جزاك الله خيراً
ردحذففي فضولٍ عابر، بحثت عن "الغانمي" فوجدت مدونتك، وفقكِ الله
وجزاكالله خيرا
حذفكل التقدير لكم والاحترام
مع أطيب الأمنيات لكم بالتوفيق الدائم يا رب