” مصيبتنا في نخبتنا ”
هذه الكلمات قد يراها البعض مذمة واستنقاصا لقيمة النخبة في مجتمعاتنا
هذه الكلمات قد يراها البعض مذمة واستنقاصا لقيمة النخبة في مجتمعاتنا
وقد يراها البعض الآخر هي مجرد تعلة واهية نريد أن نعلق عليها سوء حالنا
وقد يراها البعض أيضا صادقة إذا ما تعامل معها بحيادية وعقلانية
لماذا نردد هذه الكلمة ؟
مع أنها كلمات تحمل بين طياتها الكثير من المرارة والآلم
معنى النخبة لغة هو المختار من الشيء
فنخبة المجتمع هم المختارون من المجتمع والذي لهم مؤهلات معينة
وهذا التعريف يحيلنا رأسا إلى المهام الموكولة لنخبة المجتمع في مختلف الميادين,
فالمختار في ميدان معين بناء على مؤهله يعتبر قائدا في ميدانه خبيرا.
يرى بعين بصيرة وليس بعين منبهرة كعامة الناس
بل هو الوحيد المؤهل بأن يحكم بعين العارف بالشيء على الجيد من عدمه والجميل والقبيح.
فالأديب عموما ( شاعر ـ كاتب ـ قاص ) قائد في ميدانه ، لا يجب أن يرضى بالخطأ أو بانتهاكات تطال ميدانه وذلك لما يمتلكه من غيرة على مجاله انطلاقا من تخصصه واختصاصه ، كذلك الرسام كذلك الحقوقي ، كذلك السياسي ، وكذلك المفكر,
هذه النخبة يجب أن يكون لها دور الريادة لأنها هي التي ستقود ولا تُقَاد،،هي التي تبادر بالإصلاح والارشاد ولا تكتفي بالنظر والصمت
ونحن على هذا العالم الافتراضي وقد غَرِق الجميع في بحر من المجاملات للأسف نرى الكثير من النخبة قد تنازلت عن دورها الطلائعي ، فلم تعد فاعلة بقدر ما أصبحت مفعول بها تنتظر الثناء على ما تنشره من ابداعات وتنتظر التفاعل معها ، دون أن تُحرِّك هي ساكنا أمام مايحصل من تجاوزات في مجال اختصاصها ودون تبيان للأخطاء وحتى الشائع منها لا يتجرأ مثقف ليقول هذا الخطأ
فتخيلوا معي مثلا، لو أن شاعرا مبدع توقف على بعض النصوص الذي يرى فيها الموهبة الحقيقية وتناولها بعمق وصدق،
كذلك لو توقف رساما عند لوحة هاوٍ.
كذلك لو توقف المثقف عموما كل في مجال اختصاصه ،، إلخ
ما الذي سيحصل ؟ قطعا سنقف عند الجيد وينفض الغبار على المعادن لنكتشف ونكشف عن الجواهر والدرر الحقيقية دون مغالطات ومجاملات زائفة.
كذلك ستُنَار العقول وتُضاء الدروب بنور المعرفة الحقّة و نور العلم
لكن للأسف حين تنازلت نخبتنا عن دورها وعن صدق احساسها ونقدها البناء لما يُقَدَّم سواء على مواقع التواصل الاجتماعي أو حتى على مستوى الواقع
جعل مجتمعاتنا تفتقد لنخبة حقيقية تبادر بالإصلاح والإرشاد والتوجيه والتقويم بل أكثر من ذلك فنخبتنا اليوم هي التي أصبحت تبحث لها عن قاعدة وموطء قدم بين العامة متناسية أو متجاهلة أن دورها أعمق من ذلك.
وأن الإبداع الذي يقدّمه سيبرز أكثر بأدائه لحقيقة دوره وذلك لما سيكون له من تأثير بالغ على الجميع.
فالإبداع الحقيقي هو أن تقوم بدورك أينما حللت ولا تتنازل عنه لغيرك ….\….
ـــــــــــــــــــ
بقلم .. منيرة الغانمي ـ تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق