الأحد، 22 يناير 2023

" ويسألها قلبها ألاّ تغفر " ............ بقلم منيرة الغانمي ـ تونس

 


ويسألها قلبها ألاّ تغفر
****************

شرود يعتلي نظراتها المحدّقة في الفراغ ، تلاشت من ذهنها فكرة الزّمان والمكان .. لم يعد هناك ما يوقفها أو يمنعها من التجول الحر الممتد امتداد الأفق.
عانقت أشواقها وحيدة باكية ،، وكم سخرت منها وخزات الحنين المؤلمة وهي تمارس اللعبة التي اعتادتها منذ زمن طويل.

ويبدو أنها لم تعد تملك غيرها ،، الانتظار ولا شيء غير الانتظار.

لطالما شكت من الألآم والهموم لنفسها و وحدتها.

ولكنه لم يأت ولم يشفع لها اشتياقها وندائها المتكرر باسمه.. غرقت في بحر من الدموع الحارقة وهي تعلم جيّدا أنّها لا توجد يدا تسمح تلك الدموع المنسكبة على وجنتيها.

فقيرة لياليها الخالية من الأنس والدفء وموحشة.. فاقت في بردها برد الشتاء القاسي ..لطالما شكت لنفسها وحدتها، همومها وآلامها.

وبين تلك المعارك الطاحنة التي تعيشها مع نفسها بين الفينة والأخرى. وكالعادة تخرج منها منهزمة دائما، أعلنت ابتسامة صفراء الانتصار على ثغرها ،، فملامحها تحاكي شقاء عاشته منذ نعومة أظافرها .. و حرمان رافق طفولتها وبؤس عاشر سنين عمرها.

طال غيابه وهي تخاف ضعف يقينها ورجائها في عودته،، تذكرت آخر حديث جمع بينهما كان في شهر رمضان من سنوات خلت لا تريد ذكرها عددها رغم علمها بها ، استأذنته أن تتغيب لفترة قصيرة  فلا أحد يعوضها في الاهتمام بشؤون المنزل .

عادت هي مسرعة تحركها أشواقها إليه ولكن لم تجده ،، تساؤلات جالت في فكرها ، هل أثّر فيه غيابها ، هل تألم لفقدانها وهل؟؟؟؟؟

سكتت لتتربع ذكرياتها المؤلمة على عرش فكرها يتلقفها تارة ماضيها البائس وطورا يتلقفها حاضرها. ولا شيء يُذكر عن مستقبلها فهو قاتم وضبابي كما حالها هي .. فكيف يكون لها مستقبلا بدونه.

وبين هذا وذاك تتمزّق هي أمام قلبها الذي يسألها ألاّ تغفر .\.

********************
بقلم .. منيرة الغانمي ـ تونس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق