الأحد، 17 ديسمبر 2023

(( سألت نفسي )) منيرة الغانمي \ تونس

 


سألت نفسي في غفلة مني

ماذا تريدين ؟ و إلى متى سيسكنكِ الأمل و التمني ؟

ـ أجابت : إلى أجل ليس بالبعيد و لا بالقريب

فقط إصبري فوضوح الأشياء يكون فقط حين التجلي

ـ قلت : يؤلمني صبري و أخاف خذلان الأمان لي

ـ قالت : كيف يخذل الأمان و أنتِ الباحثة عنه في كل زمان

ـ قلت : زماني أعياني الصبر عليه

منعرجاته كثيرة

الصمت فيه مزاجا يومي و الدمع حين الوحدة أغرقني و أعماني

و أحزاني به تكررت حتى أصبح اللون الأسود أجمل ألواني

ـ قالت : صبرك قليل و أنا أملك الدليل

فالليل و إن طال و إشتد ظلامه

إنبلاج الفجر للخائفين سبيل

ـ قلت : و ما ضياء الفجر إلا فترة قصيرة يعانقها الضياء

لتعود حلكة الليل من جديد

ـ قالت : الضياء بالنفس فطرة وليدة لا تنتهي

و إن بسط الظلام رداءه فمنها يبزغ شعاع الأمل

ـ قلت : هو أمل أنيق يأتي ليذهب سريعا

يصحو بداخلي ليغفو بين جوانحي أكثر

أحتضنه خوفا من أن يغادرني

ألاحقة خشية من أن أُضِيع الطريق دونه

فصدقا لا أدرك هل أنا من أعيش به أم هو من يحيا بداخلي رغم كل شيء

ـ قالت : أنت من تعيشين بالأمل و له

فلا قدرة لكِ على الإستغناء عنه

غدوتما وجهين لشيء واحد لا فرق بينكما

ـ قلت ممتعضة : كيف لي بالحلم و كل الأمنيات بُتِرَت قدرا

و بعضها مات في المهدِ وليدا

و آخر كَبُرَ بِداخلي و رحل عني مبكرا

ـ قالت : كفاك جلدا للذات فالتقريع يدمي القلب

و يرهق النفس و يعيقها على إكمال الدرب

فلا تكوني سببا للفشل

و إنشغلي .....

إستوقفتها .....

قائلة : أنشغل بطول الأمل أم أشغل نفسي بالتفكير في الخوف من الفشل ؟

و أنه لا بد لي من التمني و الحلم أنه يوما ما ستتحقق فيه كل الآمال

و الأحلام

لكن أقريبا ذاك اليوم أم لا يزال بعيدا ؟

ـ قالت : أحدهما يكمل الأخر و بينهما يصعب الفصل

......

و انتهيت من حيث بدأت

\\

بقلم ( منيرة الغانمي \ تونس )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق