السبت، 27 يناير 2018

قصيدة << طوق النجاة >> للشاعر العراقي ياسر محمد عليوي


طوق النجاة

حبــــــي لأحمــَدَ لا يحـدُّ مــــداهُ 
لم ينتشـــــر نورُ الهُـــــدى لولاهُ

من كـــانَ يرجو للرَحيـــمِ تقــــربا
فبحبِ أحمــــــدَ يرتـــقي لمنــــاهُ

فالدربُ نحـــــو الله طاعــــةُ احمدٍ
والإنــصيـــاعُ لنَــــهجِــــهِ ورؤاهُ

صلّى عليـكَ الله ما اخضـلَ الثرى 
وتَغَلغَلَـــتْ تَــحــتَ الأديــــمِ ميـاهُ


يا خاتِماً للأنبيــــاءِ وَ خـَـــــيرَهمْ 
يامنْ توغَّــلَ في الربــوعِ سنــــاهُ

ليقودَ بالتوحــــــــيدِ أعظــــمَ أُمَّـةٍ
وتخرُ تسجـــــــدُ أنــــفــسٌ وجباهُ

من (مندناو)1 الى (بلادِ السوسِ)2 في 
حضن المحيطِ أظـــلنا بحــــمــــاهُ

حبُ النـبيِّ طريقـــــنا ونجــــــاتنا 
نحـــــيا بــــــهِ لو نحــــنُ أحيينــاهُ

منهاجُ حُـــــبِّ نبينــا الــــــقرآنُ لو 
بالسنّـــــــةِ الغَـــرّاءِ أردفـــــنـــــاهُ

لا ،ليسَ حــبُ مــحمــدٍ بتـدروشٍ
انْ زارَ عقــلا راجحـــــا أطـفـــاهُ

ورَمى بهِ خبلاً وغيًّــــــبَ نـورهُ 
واستوطنَ العقلَ البلـــــيدَ سَفـــاهُ

انشـــادنـــا ودفـــوفنـــا مذمــومةٌ 
في شرعِـهِ لــــو نحــنُ أعمـلنـــاهُ

ما بالقــــصائــــد نقتـــدي بنبينـا 
أو مـــا تُـــــرددُ ألسُــــنٌ وشِفاهُ

حبُ النبيِّ هو اتـــباعُ طــــريقـه ِ 
من رامَ جـــــــنَّــــةَ ربِّــــهِ والاهُ

وولائنـــــا لنبيــــــنا في طـــاعـةٍ 
سيـــرٌ دؤوبٌ لاتِّبــــاعِ خُطــــــاهُ

مَن شـادَ بالأخـــــــلاقِ أعظمَ امةٍ
والعـــزُّ في ظـــــلِّ السيـوفِ بناهُ

عَشِقَ الجهادَ، وكـانَ مَصدرُ رزقـهِ
ما تحــــصدُ الارمــــاحُ في مرمـاهُ

لم يبـــقِ صدرً مجاهـــــدٍ في ربهِ 
إلا مـــنَ الكفرِ البغيضِ شَفــــــــاهُ



عذرا رســــولَ الله ضيعنـــا الهُدى
وطـــريقُـــكَ الـــوَضّـــاحُ جانــبناهُ

واذلنــــا حــــبُّ الحـــيـــاةِ وكسبنا 
فيــهـــا وطـــــعـــمُ الـــذُلِ أدمـنّـاهُ

كَـــم مُـــسلمٍ بالاسم أنـكــرَ نـــفسهُ
وعلى دروبِ التـــيــهِ الفـــيـــنــــاهُ

بشبابــهِ يـــزهــو ويمــــرحُ لاهيـا 
مَـلَأَتْ هَــواهُ بِـزَيــفِهـا دُنــيــــاهُ

ويـــمـــرُ بــالآيــاتِ لا مــتــــدبــرا 
بَل غــافِـــلا ابلــيــسُ قـــد اغـــواهُ

يــدعـــوا الضــلالَ حضارةً وتقدما
لا يـستعــــــيـــنُ الله أو يَخـــشـــــاهُ

ويطاردُ الموضاتِ يجمــــحُ خلفهــا 
ويـُحـبُ (مسي)3 بـــل يبـوسُ ثراهُ

والسيــرةُ الغـــرَاءُ لـــم يَـــسمع بهـا 
إلا كصــوتٍ خـــافـــتٍ يـــغشــــــاهُ

لا يستَـــبيــــنُ لهــــا إذا مـــرت بـهِ 
معـــنى ولا يــلــقــى الفــــؤادَ هداهُ

فَــلَــــهُ عيــونٌ ليـــس يهطلُ دمعُـها 
وفــــؤادهُ المخـتـــومْ مــــا أقســـــاهُ

فبـــأي حــــقٍ ندعـــــي حبــــا لـه
والحكــــمُ بالقــــرآنِ أهمـــلــنــــاهُ

مــــن فاتـــهُ ان يهتــــدي بسراجهِ 
ويُطيعَـــهُ فــي الله مــــا اشــــقـــاهُ

لَيسَـــت شَـــفاعــــةُ أحمـــدٍ لمفرطٍ
تَــــرَكَ الكِـــتــابَ لِيَـــهتَـدي بسواهُ



حاشا الإله بأن يكـــافئَ مجــــرما
أو ان يُعَـــذِّبَ مُـــحــسِـــنا حاشاهُ

كـــلٌ سَــــيلـــقى ما أتى في عمرهِ 
كُـــلٌ سَــيَـــحصِـــدُ مـا جَنتهُ يَـداهُ

طـــــوقُ النجاةِ رجـوعنا لثـوابـتٍ 
للــديـــنِ كــي يحصي المنيبُ جَناهُ

تَركُ المعاصي واجتنابُ طريــقهـــا
دربُ النجـــــاةِ ودربُ مـن يهـــواهُ



1 – مندناو : الجزيرة الجنوبية من أرخبيل الفلبين وثاني اكبر جزر الفلبين بعد لوزون .. وفيها اغلبية من المسلمين السنة 
2- بلاد السوس : هي الجزء الجنوبي من المملكة المغربية والتي تمثل اقصى الامتداد الغربي لانتشار الاسلام .
3- مسي: لاعب كرة قدم في نادي برشلونة الاسباني 
........................................
ياسر محمد عليوي (العراق) 8/12/ 2016 -
عدلت في – 31/12/2017


هناك تعليق واحد: