<< أحاسيس مبعثرة >>
حين تسود بيننا لغة " الأنا "
وتسقط أمامها جميع الاعتبارات الأخرى
مواقف ، مشاعر ، أخلاقيات ، مبادئ
نؤذي ولا ريب بدمٍ بارد ، نجرح بقسوة
تجعل من شفاء الجرح أمرا مستحيلا
حين نبكي ونستشعر مرارة الفقد قبل الأوان
ونخشى فقدان من أحبتهم قلوبنا وهو لايزال
حاضرا بين ضلوعنا
نبتسم ألما لخيباتنا
نحتضن أيامنا المتبقية في عمر اللقاء بحنان
لامثيل له وكأننا ما فقدنا الحنان والدفء منذ زمن
ربما هو الاستعداد للرحيل
وترويض النفس لإخضاعها لتقبل الوضع الجديد
وما يحيط به من أحزان ودفعها للتأقلم مع الأجواء القاتمة
حين نتصرف كما نحن دون رتوش ودون استعمال
أدوات زينة وتجميل
حين نجعل الآخر يرانا من الداخل
يكون الظلم أشد علينا من وقع السيف المهند
حين نصبح عاجزين عن إسكات ضجيج الأعماق
وغير قادرين على إخماد الأنين بداخلنا
حين نكابر ونبتسم رغم كل شيء
حين نجعل من آلامنا وأحزاننا سلما به نرتقي إلى مصاف الكبار
وأصحاب التجارب والنظرة العميقة للأشياء
حين نقرر عدم ارتداء القفازات مجددا
لنصافح الحياة بشكل أيسر ، نمسح دموعنا ، نواصل المسير
رافضين كل ما من شأنه أن يلوث فينا ذاك الصفاء والبياض
حتى لو كانت مشاعرنا نستبدلها ببعض الأمل
واليقين بأنه لا أحد قادر على كسر الطيبة
وتشويه النقاء لأنها فطرتنا التي خلقنا عليها
\\
بقلم .. منيرة الغانمي ـ تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق