الأربعاء، 3 يناير 2018

"" أيتها الريح العاتية من عمق الجنوب . "" بقلم الكاتب نور شحادة


أيتها الريح العاتية من عمق الجنوب .
تلك الأوراق المتهالكة في حضن العاصفة، رسالة يتلقفها نبض وريد انهكه الشوق وطول إنتظار، أرجوك اوصليها .
"لكل من يهمه الأمر"

انا لن اموت ..... انا شامخ كجذع زيتونة .... كأسوار عتيقة .. كعبق مجبول بالكبرياء ......
منحوت أنا .. فوق صلادة جدران الزنازين .. محفور في ذاكرة النسيان، متغلغل بين جدائل النساء، ومدون في عقول الرجال ........


ما يعلو على وجهي!!
ليست تلك سوى خربشاتٌ لزمن عقيم .. أنها قطرات دمعٍ ناصع البياض، سال على كتفي الهزيل، فمال نحو الأرض، يحمل بين اشلائه قضية.. وجبروت شعب آثر الحياة على الموت ؛

عصفور أنا!!....
شممت عطر القدس، منذ انفصل حبل امي السري عن جسدي ....... فبت اتنفس وحدي ... اتنفس عشق الارض والوطن .. فتلاقحت انسجتي وأسوارها العتيقة.. كتبت قصيدة عشق فانجبت حرفا جميلا بعينين عسليتين كعيني تماما ..

ثم ماذا ؟!!.
يمر الفرح بمحاذاتي فجأة، ارمقه فيرمقني بنظرة استغراب ويسألني .. من أنت ؟!!.
وكيف سمحوا لجثة بالهروب من فوق أسوار الموت دون حساب ؟!!...

ماذا بعد، ماذا بعد ؟؟...
يرد الصدى الشفيف، متسلقا جناح الروح وهي تحتضر.
أنا لن أموت، لن اترك لكم نشوة النصر ..... سأظل أحيا هنا، ما زال إسمي محفور بقلب الطين، ولي خمس من الأسماء ورثتها مغروسة في أرض الحصى .
"فلسطين"

الشكر موصول إلى صاحبة الريشة المبدعة Fahima Ghanayem
التي شحذت أقلامي لأكتب .
نــــــور

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق