الثلاثاء، 27 مارس 2018

الشاعر أنور محمود السنيني يكتب ِ " أين أخفيك ِ"


ِ . " أين أُخْفِيكِ ِ"

أَسْكَنْتُك ِ ٱلرُّوحَ حتى صِرْت ِ إِحْسَاسِي

وَأَصْبَحَ ٱلإِسْم ُ بِالتَّصْرِيح ِ أَنُفَاسِي


حَاوَلْت ُ أَحْبِس ُ في ٱلحُلْقُوم ِ أَحْرُفَهُ

فَلَمْ أَعُدْ فِيهِ - يا لَيْلَى- بِحَبَّاس ِ

فِي دَاخِل ِ ٱلجِسْم ِ حُبٌّ مِنْك ِ يَسْكُنُهُ

فَكَيْفَ يخْفِيكِ وجداني وإحساسي؟

وكَيْفَ لِلزَّهْرِ أَن ْ يُخْفِي ْ رَحَائِقَهُ؟

وَٱلْحَال ُ لِلوَرْد ِ وٱلرَّيْحَان ِ والآس ِ؟

أَيَقْدِر ُ ٱلحِبْر ُ مَكْتُوبًا بِقَافِيَتِي

أَنْ يَتْرُكَ ٱلسَّطْر َ أَوْ يَنْأَى بِقِرْطَاس ِ؟

وأين تذهب نَفْس ٌ مِن ْ خَوَاطِرِهَا

ومِن ْ حَدِيث ٍ وَأَفْكَار ٍ ووِسْوَاس ِ؟

صَعْب ٌ مُفَارَقَةُ ٱلأَحْشَاء ِ مِن ْ جَسَدِي

وَالأَمْر ُ أَصْعَب ُ لَوْ أَحْيَا بلا رَاس ِ

ما عُدْت ُ أَقْدِر ُ أَنْ أُخْفِيك ِ سَيِّدَتِي

وَأَنْت ِ في ٱلصُّبْح ِ مِثْلَ ٱللَّيْلِ إِينَاسِي

فأين أُخْفِيكِ ؟ كُلِّي مِنْكِ يَفْضَحُنِي

ظِلِّي.. وَخِلِّي.. وأقلامي .. وَكُرَّاسِي

أَنْتِ ٱلهَوَاءُ وَأَنْتِ ٱلْمَاءُ أَشْرَبُهُ

وَلَوْ سَكِرْتُ لَكُنْت ِ ٱلخَمْرَ في ٱلكَاس ِ


فأين أُخْفِيك ِ ؟ يا مَنْ أَنْتِ تَوْءَمَتِي

وأنتِ في العمر خِلًّانِي وَجُلًّاسِي

وأنتِ في الأرض أَطْيَافٌ تُجَلِّلُنِي

فِي كُلِّ شَأْنٍ.. وهذا بَعْض ُ مِقْيَاس ِ

فكيف أُخْفِيك ِ؟ قولي لي حُبَيِّبَتِي

وَفِيكِ تَلْقَى عيوني صُورَةَ ٱلنَّاس ِ

ما عُدْت ُ أَقْدِرُ أَعَيَتْنِي مُحَاوَلَتِي

وَقَدْ كَفَى ضَرْبُ أَخْمَاسٍ بِأَسْدَاس ِ

لَوْ كَانَ يَقْدِرُ إِنْسَانٌ يُشَابِهُنِي

فَهَا هُوَ ٱلشِّعْرُ إِعْلَانٌ بِإِفْلَاسِي

بقلم الشاعر أنور محمود السنيني
نزاريات...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق