السبت، 14 أبريل 2018

( حين تسقط الأقلام في مستنقعات الجهل والظلام ) بقلم .. منيرة الغانمي ـ تونس



حين تسقط الأقلام في مستنقعات الجهل والظلام

إن أمة محمد عليه الصلاة والسلام وقد أطلق عليها إسم " أمة إقرأ " وهي أولى الكلمات التي تلاقاها الرسول عليه الصلاة والسلام من الروح الأمين سيدنا جبرائيل عليه السلام 
وما نظرا ما تحمله تلك الكلمة من ايحائية كبيرة جدا تبين أننا أمة علم ومعرفة وقد أراد الله لنا ذلك برحمته بحيث جاء القرآن فأخرج البشرية من الظلمات إلى النور 
وقد أكد الله جل في علاه في القرآن الكريم على قيمة الكلمة الطيبة في الآيات التالية من سورة إبراهيم ﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25) وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ (26) يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ (27)﴾
وتأكبدا لذلك وترسيخا لقيمة العلم والمعرفة فإننا نجد في القرآن الكريم سورة كاملة تحمل اسم " القلم " والذي قال الله تعالى في أولى آياتها " ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ " 
وقد سار أسلافنا في درب العلوم والمعارف ، فكانوا السباقون إليها في مختلف االمجالات العلمي وحتى الأدبي وقد بينت الشواهد أن الشعر في عصور خلت قد لعب دور المقاوم في الحروب والنضالات والوطنية وذلك منذ فجر الاسلام ، ذلك أنه وعلى سبيل الاستدلال نجد أن رسول الله عليه لصلاة والسلام وهو يحثّ أصحابه على الصمود وحب الانتصار وقد رأى منهم الانهزامية في غزوة حنين فقام عليه الصلاة والسلام ينشدُ فيهم " أنا النبي لا كذب .. أنا ابن عبد المطلب" 
وإن دل ذلك علىشيء فهو يدل على أن الشعر والكلمة الهادفة التي تشحذ الهمم وتوقظ العزائم واجبة ومحببة إلى القلوب وما احوجنا إليها الآن 
ولكن كل مطلع على ما تنثره الأقلام المهترئة على موقع التواصل الاجتماعي هل فعلا التزم تلك الآداب العامة وفعلا يبحث عن ما يمكنه إصلاحه من الفكر المعوج لدينا بالعكس إني أرى تلك اللآقلام التي تغرد خارج السرب والمغتربة عن واقعها تحمل بين ثناياها سموما وأفكارا مستهجنة غريبة عنا إضافة إلى فضاضتها وتعديها كل حدود الأدب والخلق الحسن والاحترام تحت ما يسمى الابداع والصور الشعرية والخيال اللآدبي بين قوسين فحين تطال أقلامنا مقدساتنا بكل جرأة لتضعها بين حروف لا علاقة لها بالشعر ولا تجد لها تسيمة تليق بها فهل ذلك يسمى إبداع ، إلا من رحم ربي 
للأسف إن ذلك ليس ابداعا بل هو ابتداعا وحربا تدفع بأبناء هذه الأمة إلى التجرأ على الدين وعلى أنبياء الله ورسله والتشكيك فيها وبالتاي زعزعة ما تبقى في القلوب من ايمان بتلك المقدسات 
الموضوع خطير جدا والألم أكبر 
فحين يتجرأ غير المسلم على الاسلام سنتقبل الموضوع ولكن ماذا حين يتجرأ المسلم على الاسلام ، بماذا نرد حين نجد مسلما يأخذ من القرآن ما يروق له ، ماذا نقول حين نجد مسلما لا تسخن دماءه ذودا عن رسول الله عليه الصلاة والسلام حين يرى حديثا عنه ضعيفا أو مفترى ، بماذا نرد حين نجد مسلما لا يعرف عن دينه إلا الاسم فقط 
صدقا لا رد لدي إلا حسبي الله ونعم الوكيل 
ورجائي وندائي لأصحاب الأقلام 
إن الأمة الآن في حال تستحق فيه لكلمة خير ، لكلمة صدق ، لكلمة طيبة ، لنصرة صادقة 
الكلمة سلاح فاعرف متى تطلق رصاصتك وتجاه من ؟
الكلمة أمانة والأمانة عظيمة
فاتقوا الله 
وتزينوا بالأخلاق تكونوا مبدعون
\
بقلم .. منيرة الغانمي ـ تونس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق