الثلاثاء، 23 أكتوبر 2018

(( الفرق بين حرّية الكلام وحرذية التّعبير )) بقلم .. منيرة االغانمي ـ تونس






حرّية الكلام وحرّية التعبير

من ينظر إلى هذين المصطلحين يرى أنه لا فرق بينهما بل وربما قد يراهما يؤديان نفس المعنى 
وإذا ما وضحت لنا الحقيقة ومفادها أن التعبير عن الرأي لا يكون إلا بالكلام وقد ثبت هذا حين غاب عنا الفعل وحتى الاقدام على الفعل 
(  لكن بالنظر إلى مدلول الكلمتين ( حرية التعبير وحرية الكلام
نعي جيدا الفارق العميق بينهما 
فحرّية الكلام تمنح الفرد حرية الكلام في أي موضوع سواء عن فهم أو دراية أو عدم فهم فهو يكون حرا في التكلم بما شاء عما شاء من المواضيع 
وهذا الأمر لا يشكل خطورة مهما كانت طبيعة المواضيع المتكلم فيها سياسي ـ اقتصادي ـ اجتماعي ـ ثقافي ـ إلخ 
وهذا الكلام يصبح شكلا من أشكال الفضفضة أو التنفيس عن الكبت الذي يعيشه الفرد وهو عادة ما يكون كبتا ناتجا عن تراكمات كبيرة 
وهو كلام لا نفع من ورائه غير السخرية والانتقاد والضحك المرير على وضع يستحق البكاء فعلا وهذا الأسلوب هو أسلوب عادة ما يتبعونه أولئك الذين يريدون الهروب من الواقع ومن مشكلاته التي لا يرون لها حلولا ، فيسخرون منها ويتندرون بها 
وبذلك تكون حرية الكلام هنا تماما كما يعبر عنه المثل الشعبي التونسي " كنباح كلبٍ على طائرة تعلق في السماء "
هل سيضرها ؟ 
ولكن القائمين على شؤون العامة أدركوا أن سياسة تكميم الأفواه أصبحت غير مجدية وغير نافعة ولا هي بالمقدور عليها في عصر الانفتاح والعولمة ونظرا لفقدان السيطرة في هذا المجال تم فتح نافذة توهم وتوحي بالحرية تم اقتباس بعض نورها من حرية التعبير هذه الحرية التي تجعل الفرد يتكلم بعمق معبرا عن رأيه وفكره فيما يدور حوله ولأن هذه الحرية حرية بناءة مؤثرة جدا تبحث عن الاصلاح الجذري والتغيير الحقيقي لا الشكلي ، غايتها النهوض بالمجتمعات على جميع المستويات 
ولذلك فحرية الكلام تمنح دون قيد أو شرط وهي مسموح بها خوفا من كبت قد يذهب بالجميع دون تمييز لحظة انفجار 
أما حرية التعبير فهي تبقى حرية مُصادرة يعبر عنها باستحياء
والسؤال الذي يطرح نفسه 
فأي حرّية نتمتّع بها اليوم ؟ وهل هي حرّية حقيقية كحرّية التعبير أم زائفة كحرّية الكلام ؟
أم هل"" تُعْطَى حرّية التعبير وتُسْرَقُ الحناجر "" ؟ كما قيل ليصبح الجميع بكما لا يقوى على توضيح ما يريد رغم علو صوته 
ـــــــــــــــــــــــــ
بقلم ,, منيرة الغانمي ـ تونس 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق