شاعر النِّساء
كم نزفتَ من مشاعر جوفاء
وابجدية خرساء
قصيدة هناك و أخرى هُنا
تلونت حروفك بألوان شتى
وارتدت زيفا رداء الحب والكبرياء
فكم من ضحية أحصيتها
وكم سُكِبَت على أطراف بوحك
مشاعر النساء
حقا شاعر النساء أنت
لطالما ادعيت الوفاء
واقسمت بالصدق باطلا وادّعاء
هجوت تارة
وتغزلت أخرى
وعند اكتشاف زيفك
كان الرثاء والبكاء على زمن الأطلال
والثقة والحياء
ارحل ولتصمت
فقد صُمَّت الآذان عن هذا الهُرَاء
هل ترتجي تصديق عزفك
من القرّاء
هيهات هيهات
فلا أنت بالوفي بين الأوفياء
ولا أنت بشاعر بين الشعراء
فلا أنت بصادق الشعور
مع النساء
تخبرها بأنك لها تكتب
ومن جمالها تستمد بديع القوافي
والمعاني وكل الحياة
وأنها الأولى والأخيرة
ترسمها الوحيدة في سماء عشقك المترامي
وهي في الحقيقة عددا من أعداد نزيلات الفؤاد
كل مساء
فكل واحدة لها نبض
يختلف عن سابقتها ولاحقتها
وحرفك المفرغ من معانيه على خداعك يشهد
فلترحل يا دَعي الابداع
عن سماء الشعر
والشعراء
فما الحرف إلا نبراس صدق
تكتبه أقلام الأوفياء
حبّا و شوقا للّقاء
لتتعانق القلوب التوّاقة للحرية والحب
على أرض أوطان سُلِبَت
وسالت على أراضيها الدماء
فلترحل يا هذا
فلا مكان لك اليوم هُنا
سيلفظك التاريخ حتما
وتكون نهايتك عبرة ومأساة
ارحل
فلسنا نحتاج نبضك
ليوقظ فينا احساس الحب والحياة
\\
بقلمي منيرة الغانمي ـ تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق