و كانَّني قارفت ذنبا فمسَّك
فيا عجبا من حرفٍ كيف تَبدَّل
و مال عن الأخلاق ثُمَّ تَحوَّل
أوما علمت انَّا بكلمةٍ نبني
صروح جمالٍ و نثريها نُغنِي
ونُعْلي لرايات القيم و المثل
قد كنت عندي أساطير شعري
و كنت هلالي و نجمي و بدري
و اليوم نجمٌ و بدرٌ أفل
أكذوبة ألحرف حتماً ستهوي بك
تبات وحيدا قبيعا بدرك الملل
مجرَّد ذكرى لقعرٍ سحيقٍ نزل
إلهنا مدح الرّسول بعزمه
باخلاقه ٱلبدر ذاك اكتمل
أرى شاعرا مغمضأً عينهُ
و لم تفتح العين أجفانها
متى تبصر النور أعيانهُ
و ينقذ نفسا غشاها الزلل
بثوبِ غرورٍ تَجِفُّ المنابع
مواهب تُقبر بكتها المدامع
و من يتواضع أتتهُ البدائع
بخلقِ كريمٍ و مبعث أمل
تلك النفوس المنهكة بين سطورك
تبحث لمشكلاتها عن حل
فكن بالحرف قدوة يحتذى بها
ولا تسير بقلمك نحو الفشل
الجنّة برحمة الله ندخلها
لا بالوزن والزحافات والعلل
خير النفوس طيبها ومعدنها
خير النفوس من طابت معادنها
واليوم احس أن قلبك و نبضك اعتلل
خذ حرفك بيمينك وعن سمائي ارتحل
و من عالم الشعر هذا انتكل
ما عاد لك مكان بالقلب ولا بالعقل
فتبا لقلم بصاحبه اليوم نزل
هي الحياة لا تستقر على حال
فيها السقيم يُشفى والسليم يَعتل
لا يغرنّك حالك اليوم
فإنَّ دوام الحال من المحال
فلا تغرُ بذاتك و لا تفتخر
فكلنا إلى النّهاية نسير على عجل
ــــــــــــــــــــــــــ
بقلم .. منيرة الغانمي ـ تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق