شيطانة الليل
تجتاح النفس البشرية كثير من الصراعات الداخلية،تغتصب النوم من المآقي وتجعل الجسد خاضعاً لقوى سحرية ،تكمن قوتها في الضعف البشري ،وإختلال ميزان الثقة والإيمان بمقدرات الأمور،وهنا تبدأ قصة شاب يعيش علي أطراف زمن إغتصب منه الأمل في أن ينال حباً يمتلكه، عاش الشاب في بيت يفتقد رفاهية الحال ،في زمن إفتراضي لم يبدأ بعد، فسنين مرت كالاشباح أمام العين،كأنها كابوس يقلق النوم.
ومع كل ذلك لم يفقد الشاب الأمل في أن يخرج من بوتقة الحلم لحقيقة يجد فيها مرامه وفتاة أحلامه التي أضناه التفكير فيها، وفي ليلة غاب عنها القمر.......كانت المفاجاة
دق الباب أياديٍ هزأت جزئيات المكان،.....فتحت الأم الباب
وهي مرتجفة اليدين ...فوقع صوت الباب أفزعها في تلك الليلة العتماء،فاذا بفتاة بريق عينيها وجمال ملامحها أصاب الأم بذهول وقتي ،وسألت الأم.....من أنتِ.....
ردت الفتاة بصوت خافت منكسر، لقد ضللت طريقي وجاء علي الليل بعتمته الحالكة... فارتعدت،ووجدت أمامي باب بيتكم ،فهل لي بليلة أقضيها حتي الصباح....
ومع مشهد الحديث خرج الشاب الذي وقعت عيناه علي الفتاة
فوقف ثملاً من وقع جمالها، وتلعثم لسانه وارتعدت أوصاله
ولم يترك لأمه الرد....فقال للفتاة.... بيتنا بيتك، كأنه وجد ضألته التي كان يبحث عنها،وقضت الفتاة ليلتها بين جدران البيت ، وبعد نوم الأم أخذت الفتاة تحكي للشاب قصتها وقصة حبيبها الذي تخلى عنها وتعاسة حظها وأنها تحتاج إلي حنان يعوضها قسوة زمانها،بدأ الشاب في التقرب منها مواسياً لها وهنا التقت عين الشاب بالفتاة،وتبادلا النظرات
وإنهمرت دموع الفتاة،فقام الشاب بضمها ليطيب خاطرها،وهنا إشتعلت النار بينهما ، ولم يتردد شيطان الليل في الايقاع بهما،وقد حدث،وقعا في شرك الرزيلة،تبادلا قبلات شيطانية
فعاصفة الشهوة إجتاحت حرمان الجسد ، ونامت الفتاة والشاب في أحضان الشرك حتي بزوغ فجر بنوره يجتاح أرجاء المكان.. وصوت عالِ ينادي.....يا بني إستيقظ فلقد تأخرت عن عملك.....فسال الشاب ألام....أين الفتاة؟
فردت الأم بتعجب..أي فتاة؟
لا يوجد هنا فتاة يابني.... فأخذ الشاب كالمجنون يتفقد أرجاء المكان ولم يجدها.......ووجه سؤالاً لأمه ألم تاتي فتاة البارحة
فردت الأم وهي تضع يدها علي جبين إبنها قائلة...هل أنت محموم ؟.....وهنا أدرك الشاب
الحقيقة الغريبة
أنها كانت شيطانة الليل
وأنه كان حلماً
ولكنه لم يدرك
أنها تعيش بداخل النفوس ضعيفة الإيمان بالله والحب الطاهر
وأننا نملك قلوب البشر بالفعل الحسن
وأجساد النساء بكلمة من الله
وما زالت النفس البشرية تعيش بين الحلم والحقيقة
بقلم.... د.اياد الدسوقي